الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7921 ) فصل : وإن شرطا أن يرميا أرشاقا كثيرة ، جاز ; لأنه إذا جاز على القليل ، جاز على الكثير ، ولا بد أن تكون معلومة . ثم إن شرطا أن يرميا منها كل يوم قدرا اتفقا عليه ، جاز ; لأن الغرض في هذا صحيح ، فإنهما أو أحدهما قد يضعف عن الرمي كله مع حذقه . وإن أطلقا العقد ، جاز وحمل على التعجيل والحلول ، كسائر العقود ، فيرميان من أول النهار إلى آخره ، إلا أن يعرض عذر يمنع من مرض ، أو ريح أو تشوش السهام ، أو لحاجته إلى طعام أو شراب أو صلاة أو قضاء حاجة ; لأن هذه مستثناة بالعرف ، وكذلك المطر فإنه يرخي الوتر ، ويفسد الرشق إذا جاء الليل تركاه ; لأن العادة ترك الرمي بالليل ، فحمل العقد عليه مع الإطلاق ، إلا أن يشترطا الرمي ليلا ، فيأخذ أحدهما صاحبه بذلك .

                                                                                                                                            فإن كانت الليلة مقمرة ، منيرة ، اكتفي بذلك ، وإلا رميا في ضوء شمعة أو مشعل . وإن عرض عارض يمنع الرمي ، كما ذكرناه ، أو كسر قوس ، أو قطع وتر ، أو انكسر سهم ، جاز إبداله . فإن لم يمكن ، أخر الرمي حتى يزول العارض .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية