الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7294 ) ( فصل ) : وإذا فعل في العين فعلا نقصها به ، كقطع الثوب ونحوه ، وجب رده ورد نقصه ، ووجب القطع وقال أبو حنيفة : إن كان نقصا لا يقطع حق المغصوب منه إذا فعله الغاصب ، رد العين ولا ضمان عليه ، وإن كان يقطع حق المالك ، كقطع الثوب وخياطته ، فلا ضمان عليه ، ويسقط حق المسروق منه من العين ، وإن كان زيادة في العين ، كصبغه أحمر أو أصفر ، فلا ترد العين ، ولا يحل له التصرف فيها . وقال أبو يوسف ، ومحمد : ترد العين . وبنى هذا على أصله في أن الغرم يسقط عنه القطع . وأما إذا صبغه ، فقال : لا يرده ; لأنه لو رده لكان شريكا فيه بصبغه ، ولا يجوز أن يقطع فيما هو شريك فيه . وهذا ليس بصحيح ; لأن صبغه كان قبل القطع ، فلو كان شريكا بالصبغ لسقط القطع ، وإن كان يصير شريكا بالرد ، فالشركة الطارئة بعد القطع لا تؤثر ، كما لو اشترى نصفه من مالكه بعد القطع .

                                                                                                                                            وقد سلم أبو حنيفة ، أنه لو سرق فضة ، فضربها دراهم ، قطع ، ولزمه ردها . وقال صاحباه : لا يقطع [ ص: 114 ] ويسقط حق صاحبها منها بضربها . وهذا شيء بنياه على أصولهما في أن تغيير اسمها يزيل ملك صاحبها ، وأن ملك السارق لها يسقط القطع عنه ، وهو غير مسلم لهما .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية