حكم ترك البنت مساعدة أمها لأنها لا تعطيها حقها في الخروج للفسحة أو العمرة

0 162

السؤال

ما حكم الفتيات اللاتي لا يساعدن أمي بحجة عدم إعطاء والدي ووالدتي حقهن في التفسح أو الذهاب مثلا إلى العمرة، وزجرها عندما تحدثهم عن هذا الأمر، في حين أنني عندما أنفرد بها تحدثني عن التعب الذي تواجهه من ذلك الأمر؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعقوق الأمهات من أكبر الكبائر، ومن أقبح عقوق الأمهات ترك البنات أمهن تتحمل أعباء الأعمال المنزلية ‏وحدها - وهي تناشدهن إعانتها وهن يتأبين عليها - متعللات في ذلك بحجج واهية، فقد اتفق الفقهاء على وجوب ‏طاعة الوالدين بالمعروف وحرمة عقوقهما، كما ذكره ابن حزم في مراتب الإجماع، وقال النبي ـ صلى الله عليه ‏وسلم: لا يدخل الجنة قاطع. متفق عليه.‏
ولا حجة للبنات في ترك إعانة الأم بما ذكره السائل من حقهن في الفسحة والعمرة، وعدم زجر الوالدة لهن، فلو أنه كان حقا لهن ـ كما يزعمن ـ ما كان لهن أن يقصرن في بر أمهن إذا منعتهن حقهن ويقابلن إساءتها بالإساءة، لأن حق الأم عظيم عظيم، بل ‏الواجب عليهن مقابلة إساءتها بالصبر والطاعة، وهو ما قررناه بدليله من كتاب الله وكلام أهل العلم في الفتوى رقم ‏‏: 247024.

فكيف إذا لم يكن لهن على أمهن حق أصلا في الفسحة والعمرة، وكن هن السبب في زجرها لهن ‏لرفضهن مساعدتها مع شدة مناشدتها، فإن الإسلام قد نظم العلاقة بين الطرفين، وحدد الفقهاء حقوق الأبناء والبنات على الآباء ‏والأمهات، وقد أوضحنا تلك الحقوق في الفتويين رقم: 23307، ورقم: ‏‏190121.‏ ‏

فعلى الأخ السائل أن يعظ أخواته بالحكمة والقدوة الحسنة والكلمة الطيبة، ويذكرهن بواجب الشفقة على الأم ‏ورحمتها وعظيم الفضل والأجر في برها، وخطورة عقوقها في الدنيا والآخر، مستعينا في ذلك بما ذكرناه في خطورة ‏عقوق الوالدين في الفتويين رقم: 5327، ورقم: 11649. ‏ 

وأخيرا، ننبه إلى أننا أجبنا على ما فهمنا من السؤال، وهو أن البنات يمتنعن عن مساعدة أمهن  المحتاجة للمساعدة والمتضررة من عدمها مع علمهن بذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة