[
اشتقاق الحيلة وبيان معناها ]
والحيلة : مشتقة من التحول ، وهي النوع والحالة كالجلسة والقعدة والركبة فإنها بالكسر للحالة ، وبالفتح للمرة ، كما قيل : الفعلة للمرة ، والفعلة للحالة ، والمفعل للموضع ، والمفعل للآلة ، وهي من ذوات الواو ، فإنها من التحول من حال يحول ، وإنما انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، وهو قلب مقيس مطرد في كلامهم ، نحو ميزان وميقات وميعاد ; فإنها مفعال من الوزن والوقت والوعد ، فالحيلة هي نوع مخصوص من التصرف والعمل الذي يتحول به فاعله من حال إلى حال ، ثم غلب عليها بالعرف استعمالها في سلوك الطرق الخفية التي يتوصل بها الرجل إلى حصول غرضه ، بحيث لا يتفطن له إلا بنوع من الذكاء والفطنة ; فهذا أخص من موضوعها في أصل اللغة ، وسواء كان المقصود أمرا جائزا أو محرما ، وأخص من هذا استعمالها في التوصل إلى الغرض الممنوع منه شرعا أو عقلا أو عادة فهذا هو الغالب عليها في عرف الناس ; فإنهم يقولون : فلان من أرباب الحيل ، ولا تعاملوه فإنه متحيل ، وفلان يعلم الناس الحيل ، وهذا من استعمال المطلق في بعض أنواعه كالدابة والحيوان وغيرهما .