السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يا من كنتم ولا تزالون نبراسا ومربيين فاضلين -بعد الله عز وجل- لكل من طلب استشارتكم.
أبدأ استشارتي بالاستفسار عن أشياء لا تزال تحيرني، وأحيانا أجد لها إجابات، ولكن لا أقتنع بها، وأظل في غياهب الشك والجهل، وفي بعض الأحيان ظلام حالك، لا أرى فيه إلا بصيصاً من نور.
كنتم بعد الله -سبحانه و تعالى- سببا في شفائي من مرض الاكتئاب الذي حل بي (بسبب صدمة عنيفة وتعلقي بغير الله -وهو حب فتاة خائنة- ومن تعلق بشيء غير الله عذب به) ذلك بإتباع نصائحكم ومحاولة تطبيقها دون اللجوء إلى العقاقير، والتي استمريت عليها لمدة لا تزيد عن الشهر ولله الحمد، والتي كانت تحسسني بالانتعاش والراحة.
ثانيا: أعلم أن اللحية واجبة، ولكن هل إن لم أقم بإعفائها سأظل أرتكب خطيئة كبيرة، وأكون من المجاهرين بالمعصية، وأن يحتمل أن لا تقبل مني الطاعات وأني سأعذب أو أن أكتب من المنافقين؟ وهل إن التزمت على الدين الصحيح فسأتعرض لابتلاءات الصالحين وأتعرض للوحدة والوحشة ومعاداة الناس لي وأن أصبر حتى يأتيني اليقين، وما هي أنواع الابتلاءات حيث أنني أخاف من وقوعها؟
وقد كنت قد التزمت فترة 3 أشهر، فكنت أحس فيها تارة براحة في صدري وانشراح ونور الإيمان يسري في قلبي، ولكنني في وقت وآخر أحسست بالوحدة القاتلة، فقد كان لي صديق ملتزم وهو صديق الطفولة، وكان سببا في التزامي ولكنه بعد ذلك أصبح عاديا، يخفف لحيته ويكثر من المباحات وبعض المعاصي دون اللجوء للكبائر، ودون سماع الأغاني ودون شرب الشيشة، أو حتى الدخان، أصبح متدينا ولا أقول أنه ملتزم، لكنه تزوج وتركني وحيدا وهو يقضي معظم وقته مع زوجته.
هناك صديق آخر ملتزم ولكنني لا أرتاح له، حيث أنه يحب الاستهزاء بكلامي، ويتفنن في بعض الأحيان بتصيد أخطائي، بل إنه لا يتورع في بعض الأحيان الوقوع في الغيبة، ولكنه في أحيان أخرى يذكرني بالله ويأخذني إلى المحاضرات وإلى نزهة في بعض الأحيان إلى البحر.
لكنني في المقابل تركت أصدقاء العمر، ومن أقوم بالضحك معهم، وأجد ضالتي عندهم بل وأضحكهم بل ويستبشرون برؤيتي، ولكنهم في نفس الوقت لدي عدة ملاحظات:
1) نحن خمسة أشخاص 2 لا يشربون الشيشة والباقي يشربونها، ولكنهم لا يأمروننا بشربها ونحن لا نطيق رائحتها فضلا عن شربها.
2) ينامون عن صلاة الفجر وأحيانا عن صلاة العشاء بسبب نومهم عند عودتهم من العمل.
3) لا يحبون الغيبة ولكنهم يتفرجون للبرامج والمسلسلات التي تعرض في الكافي شوب، وأيضا يضحكون كثيرا ولا يذكرون الله إلا قليلا في مجالسهم مثل أستغفر الله على مزحة .
4) لا يجتمعون إلا على الكافي شوب لشرب الأرجيلة ولكنهم يصومون رمضان ويعتمرون.
ثالثا: أنا في دولة عربية مسلمة وولدت بها وأحس أنني غريب بها مع أن جميع أهلي بها ولكنهم لا يعطون الجنسية، ولا يعاملونك إلا كالعامل الذي دخل إلى الدولة بالأمس وليس لنا حقوق بها نحن المواليد، بل إنهم ضيقوا علينا الأرزاق، فإذا أردت أن أغير عملا أفضل لأرتاح نفسيا أو حتى أجد راتبا أفضل فإنك لا تستطيع نقل كفالتك، وذلك بسبب توطين الأعمال بشكل إجباري، بل إنه يتملكني هاجس بأنني سأطرد من عملي في المستقبل بسبب التوطين، فهل يجوز لي في ظل هذه الظروف التي تقيد الحرية والتي تحسسك بالعنصرية، بل أيضا أنك تقلق على ابنك في المستقبل كيف ستكون حالته، وهو يعامل معاملة الأجنبي الغريب، وهو مولود في هذه الدولة، وأبوه أيضا بل إن أجداده أمضوا فترة ليست بالقصيرة وتزيد عن الثلاثين سنة، فضلا عن آباء أجدادهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله هل يجوز لي في هذه الحالة الهجرة إلى بلاد النصارى؟ والذين نجد عندهم الأمن والعدل والعلاج واللجوء والمصاريف بل والجنسية أيضا، وحيث أستطيع الزواج بسرعة .
أخيراً: كيف أكون راضيا بما أنا فيه؟ حيث أن جميع أصدقائي وأقاربي بل حتى إخوتي الكبار أجدهم في بحبوحة من العيش متزوجين، ورواتبهم أفضل مني -ولا أجد من هو أقل مني منهم حتى أتعزى به-، وكلما زاد لدي الإحباط والشعور بتأخر الزواج وعدم الإمكانية حاليا إلا بعد سنة انكب على العادة السرية، وبمشاهدة الأفلام في بعض الأحيان لأنسى أحزاني وشكوكي.
سامحوني على الإطالة ولكن ثقتي بكم أكبر، وجزاكم الله خيرا.