الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت أعرف شابا خلوقا لكني لم أقوِ علاقتي به.. ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي أني أكثر التفكير في شخص منذ أيام المتوسطة؛ لأني في أيام الدراسة المتوسطة كنت من النوع الذي لا يتكلم في الفصل، وكان هناك شخص شعرت أنه طيب، وليس كبقية الطلاب، لكني الآن نادم؛ لأني لم أتعرف عليه، وأنا دائما ألوم نفسي على ذلك، فما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقك في دراستك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجعلك من العلماء العاملين والأولياء الصالحين، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - ولدي الكريم محمد - فإنه مما لا شك فيه أن الأشخاص الطيبين يتركون في أنفسنا جميعًا ذكريات حسنة وجميلة ورائعة، خاصة إذا كانوا متميزين بالنسبة لنا، ولعل هذا الأخ من هذا النوع، فنظرًا و- كما ذكرت – أنه ليس كغيره من زملائك، وكذلك أيضًا شخصيته طيبة فقد ترك في ذاكرتك أثرًا، وما زال هذا الأثر لم يُمح منها إلى الآن.

وكونك تتندم أنك وددت أنك تعرفت عليه، فأعتقد أن هذا الأمر ليس خطيرًا لهذه الدرجة؛ لأن الله تبارك وتعالى سوف يمُنّ عليك بأصدقاء كثر في حياتك، واحرص على أن تصاحب المؤمن الصادق عملاً بقول النبي المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم -: (لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي)، وأيضًا يقول - صلى الله عليه وسلم - : (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل)، فإذا كانت هذه الفرصة قد فاتت، فإنه ما زالت أمامك فرص كثيرة جدًّا في أثناء دراستك في الثانوية ،وكذلك أيضًا في مراحل الجامعة، وكذلك فيما هو بعد ذلك - بإذن الله تعالى – في مجال العمل، وستجد هناك أُناسًا طيبين في كل موقع من مواقع الحياة، وسوف - إن شاء الله تعالى - تجد عوضًا عن هذا الأخ كثيرا وكثيرا - بإذن الله تعالى -.

فأتمنى ألا تضيع وقتك في هذه الأفكار؛ لأن هذا من عمل الشيطان، خاصة وأنه أمر قد ولّى وانتهى، وأصبح من المتعذر عليك أن تصل لهذا الأخ؛ لأنك لا تدري أين ذهب هو الآن، وكذلك البحث عليه يعتبر نوعًا من العبث، فأرى أن هذه الحالة التي أنت عليها إنما هو نوع من تلبيس إبليس، وأن الشيطان يريد أن يشغلك بقضية تافهة عن القضية الكبرى وهي قضية المحافظة على التميز العلمي، وأن تكون مؤمنًا قويًّا في علمك، وفي مستواك الدراسي حتى تستطيع أن تنفع دينك.

فالذي تذكره - ولدي محمد - إنما هو - كما ذكرت لك - نوعا من حديث النفس على اعتبار أن هذا كان أمرا تحبه النفس وتتمناه - هذا أولاً - وثانيًا: إنما هو نوع من استغلال الشيطان لهذه المشاعر الطيبة التي كانت في نفسك تجاه هذا الأخ، ولذلك جعلك تلوم نفسك، وتتندم على عدم معرفته، في حين أن الأمر لا يستحق ذلك، وثق وتأكد أنك ستجد مثله، وأفضل منه في حياتك العملية والدراسية، فأرجو كلما جاءتك هذه الفكرة أن تحاول أن تطاردها، وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن تركز على مستواك العلمي، وأن تحافظ على طاعتك لله تبارك وتعالى، كما أوصيك أن تحافظ على أذكار الصباح والمساء خاصة (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم)، ثلاث مرات مساءً ومثلها ليلاً، وكذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات مساءً ومثلها ليلاً، حتى تكون محفوظًا من كيد الشيطان، ووساوسه ليلاً ونهارًا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً