الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الذنب والخوف من الموت، فما سبب ما أعاني منه؟

السؤال

السلام عليكم..

بعد زواجي أصبت بشعور بذنب لتركي أمي وحدها، ولكني كنت أحاول أنني كلما زرتها أن أنظف البيت، وأن أرضيها بشتى الطرق، وفي إحدى المرات لم أنم لأني كنت مشغولة بتنظيف البيت، ولكنني شعرت بعدها بأن الدنيا ضاقت علي جدا، لدرجة أني أردت الصراخ والهرب، وشعرت بالموت، وبعدها أصبحت أخاف جدا من الموت، وأصبحت أشعر بأن الله يكرهني، وكرهت كل شيء.

والآن مضى علي 3 سنوات وأنا أعاني من هذه الوساوس، وأصبحت أكثر من الذهاب للمستشفى، فأنا أعاني من آلام في القلب، وهذا الألم كنت أعاني منه من قبل الزواج حتى، والغريب أنني كلما فحصت؛ أخبروني بأني لا أعاني من شيء، وأشعر بأنهم يكذبون علي.

جسمي يرتجف بدون سبب، عدا أنني أعاني من ألم في الرجلين، وبعدها بدأت تظهر بساقي عروق، وأشعر بأني لا أستطيع حمل جسمي، وأنني سأقع، فما سبب ما أعاني منه؟ وهل هناك علاج لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك واضحة وليست طويلة، وقد عبرت عن مشاعرك بصورة جلية جدًّا.

قطعًا لديك أعراض قلق، لديك أعراض شعور بالكدر، افتقاد الشعور بجماليات الحياة، تعنيف الذات الشديد، هذه كلها أعراض تعانين منها، وتجد لديك بالطبع أيضًا أعراض جسدية مثل الآلام الجسدية في الرجلين وكذلك الرجفة، لديك أيضًا مشاعر وسواسية، الخوف من الجنون، وأنك لا تستطيعين حمل جسمك. هذه كلها مشاعر قلقية ووسواسية.

أنا أعتقد أن الذي حدث لك ناتج مما نسميه (عدم القدرة على التكيف أو التواؤم)، فبعد انتقالك لبيت الزوجية هذا من المفترض أن يكون حدثًا سعيدًا في حياتك، ولكن الذي يظهر لي ارتباطك بأمك، ومودتك الشديدة لها، جعلت هذ الفراق يكون صعبًا عليك، فأنت محتاجة لأن توازني الأمور بصورة منطقية، زواجك هو أمر وحدث مفرح لوالدتك، ويمكنك أن توفّقي ما بين متطلبات الحياة الزوجية وبرّ والدتك، وليس هنالك أي تناقض، فانظري للأمور بصورة إيجابية.

وأنت بالفعل محتاجة لأن تجعلي التفاؤل وحسن الظن كطاقات نفسية أساسية لتتخلصي من هذه المشاعر السلبية، والذي يظهر لي أنه أصلاً لديك استعداد للقلق والوساوس، وشيء من الفكر التشاؤمي، حيث إن هذا الأمر بدأ قبل الزواج.

تكلمي مع زوجك الكريم، وأعتقد أنه سيكون من الأفضل أن تعرضي نفسك على طبيب نفسي، هذا لا يعني أن علتك شديدة أو صعبة، لكن قطعًا الطب النفسي هو أكبر تخصص سوف يساعدك خاصة أنك قد ترددت على المستشفيات، وبفضل الله أن كل فحوصاتك وحالتك الجسدية سليمة، ولا أحد يكذب عليك، ولكن أعتقد أنه كان من المفترض أن يُشرح لك أن القلق والوساوس والاكتئاب النفسي البسيط هي التي تحرّك مشاعرك السلبية، وكذلك الأعراض الجسدية.

العلل النفسية كثيرة، وكثيرًا ما تكون مزعجة جدًّا لأصحابها، وكثيرًا لا تُشخص، وحتى بعد أن تُشخص قد تعالج بصورة صحيحة.

أنا مطمئن تمامًا لحالتك، فكوني إيجابية أكثر -كما ذكرت لك- واذهبي إلى الطبيب النفسي، واعتقد أنك إذا تناولت أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف والوساوس – وهي أدوية أصلاً تعالج الاكتئاب النفسي – سوف تحسين براحة كبيرة جدًّا.

من الأدوية التي سوف تناسبك عقار يعرف باسم (زولفت Zoloft)، أو (لسترال Lustral)، ويعرف علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، وربما يكون له مسميات تجارية أخرى في فلسطين، أنت تحتاجين لهذا الدواء بجرعة صغيرة، وهي خمسة وعشرين مليجرامًا -أي نصف حبة- ليلاً، يتم تناولها بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة خمسة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت متابعه لكم

    هلا اختي انا مثل حالتج بالضبط
    عندي شعور بتأنيب الضميررر
    واضيق حيييل

    الله يعيننا

    دمتم بود

  • تركيا حمزة

    الله يشفيكي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً