السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت منذ الصغر أعاني من التعرق في اليدين والقدمين، وكنت كثير السَّهو، ولكن عند بلوغي سن الثامنة عشرة، أصبح الأمر أكثر حدّة؛ حيث بدأ التعرّق يشمل جميع أنحاء جسدي، دون وجود سبب واضح لذلك، وقد لاحظت أن التعرّق يزداد مع التوتر، والخوف الاجتماعي، وعند تغيّر الطقس بشكل حاد، سواء إلى حرارة شديدة أو برد قارس، كما ازداد السهو بشكل ملحوظ وكبير.
عندما نلت شهادة البكالوريا بشق الأنفس، لم أتمكن من إكمال دراستي، فجلست في المنزل، وأصبحت انطوائيًا، وفي إحدى المرات، كان هناك تلاوة للقرآن تُشغَّل في المنزل، وكانت الآيات تتحدث عن جهنم وعذاب النار، فوضعت رأسي بين يديّ وأخذت أبكي وأشعر بالهلع دون أن أدري السبب، حتى أوقفت أختي شريط التلاوة فشعرت بالراحة، وبعد تلك الأيام كنت مصممًا على الذهاب إلى الطبيب النفسي بدلًا من الراقي.
عند ذهابي إلى الطبيب، وصف لي أدوية مضادة للذهان، وهي: أولانزابين بجرعة 10 ملغ، وكيتيابين بجرعة 150 ملغ، هدأت حالتي من ناحية التفكير المفرط، إذ كنت قد فقدت السيطرة على رأسي بشكل شبه كامل، وكانت الأفكار تعصف بي من كل جانب، لكن مع ذلك شعرت كما لو كنت مخدرًا فحسب، وبعد مدة بدأ الطبيب بتقليل الجرعة، حتى توقفت عن تناول الأولانزابين، وأصبحت أتناول 1 ملغ من ريسبيريدون و25 ملغ من كيتيابين.
أنا الآن أخرج مع بعض الأصدقاء، لكنني ما زلت عاجزًا عن العمل والتعرف على أشخاص جدد؛ بسبب التوتر المفرط، وما زلت أعاني من التعرق والسهو، والآن أصبحت أشك في أن السبب الرئيسي هو المس، إذ إنني عند سماع القرآن في المنزل أتثاءب كثيرًا مع نزول دموع، وعند الرقية يتصلب جسدي، وتؤلمني المفاصل، وأشعر بصداع في وسط الناصية، وهذا الصداع يلازمني في عدة مواقف، حيث يمنعني من التصرف بتلقائية، بل يجعلني متوترًا جدًا.
ومع أنني أستمع إلى الرقية باستمرار، أجد تحسنًا طفيفًا حينها، ثم أعود كما كنت، وأظن أن الأدوية أو ما يمكن وصفه بالتخدير، تحول دون استفادتي الكاملة من الرقية، ولا أخفي عليكم سرًّا، فلم أعد أطيق هذه الأدوية، وقد مر على أول زيارة لي للطبيب ثلاث سنوات وستة أشهر تقريبًا.