السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أسأل كيف لي أن أساعد مريضة الوسواس وتعاني من نوبات هلع؟ أريد أن أقدم لها المساعدة عن طريق الدعم النفسي، هذا لأني قد عانيت سابقا من تجربة مؤلمة، فهل لي بنصيحة وأفكار لتخفيف ألمها؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أول المساعدات هي التأكد من التشخيص، كثيرًا ما يختلط الأمر على الناس حول الوساوس القهرية، وحول الوساوس والمخاوف، وأحيانًا تكون هنالك نوع من الأمراض الظنونية والشكوك يعتبرها الناس وسواسًا وهي ليست بوساوس.

فإذًا – أيتها الفاضل الكريمة – ضرورة التأكد من التشخيص، وأنا أعتقد أنك سوف تكونين مسدية لعمل عظيم وتقديم خدمة كبيرة لهذه السيدة من خلال أن تقنعيها بالذهاب لمقابلة الطبيب، هذا مهم جدًّا من وجهة نظري، ومرضى الوساوس كثيرًا ما يعجزون في مساعدة أنفسهم؛ لأنهم يحتاجون بالفعل للمساند لكن أيضًا التدخل الاحترافي المهني يعتبر مهمًّا، وكما تعرفين – أيتها الفاضلة الكريمة – خدمات الطب النفسي في دولة قطر ممتازة جدًّا ومتميزة.

فإذًا اقنعيها بالحضور لمقابلة الطبيب لتتم مناظرتها وفحصها بصورة دقيقة للتأكد من التشخيص، ثم تُوضع الخطة العلاجية التي تتكون من الأدوية المضادة للوساوس، وكذلك الجلسات النفسية مع الأخصائي النفسي.

من الأشياء التي تعاونيها فيها هي: أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، الوسواس في جزء مكوّن رئيسي وهو القلق، والقلق لا يزول إلا من خلال الاسترخاء، وتمارين الاسترخاء وجد أنها مفيدة جدًّا.

أرجو أن تسوّقي لهذه السيدة فكرة تحقير الوسواس، وعدم إتباعه، وعدم مناقشته، من أكبر المشاكل التي يواجهها مرضى الوساوس القهرية هو انغماسهم وإسرافهم في مناقشة وساوسهم، محاولة منهم لإخضاعها للمنطق والأخذ بالسببية للتعامل معها، وهذا لا يمكن، هذا يزيد من الوسواس، أما الاستخفاف بالوسواس وتحقيره وإغلاق الأبواب عليه فهو مبدأ صحيح جدًّا.

كما أنه توجد تطبيقات سلوكية مباشرة لبعض الوساوس خاصة وساوس الأفعال. ساعدي هذه السيدة في إدارة وقتها، إدارة الوقت وعدم ترك مجالاً للفراغ الذهني أو الزمني دائمًا يقلِّص فرص استشراء الوسواس القهري في النفس البشرية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.