الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتوتر بشدة عند وقوفي أمام الجمهور وأتلعثم، فهل من دواء غير إدماني؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة عمري 19 سنة، أعيش في الأردن، مشكلتي هي أنني أقلق وأتوتر بشدة عند الوقوف أمام الجمهور، فتصبح دقات قلبي سريعة، ولا أستطيع التنفس، وأتلعثم بالحديث، وبالتالي يؤثر على أدائي.

وبعد فترة وجيزة لدي عرض أمام الجمهور في الجامعة، أنا لدي ثقة كبيرة بتقديم هذا العرض، وأرغب بشدة أن أقدمه، ولكن أريد منكم أن تطلعوني على بعض الأدوية التي تخفف القلق العادي، ولا تحتاج لوصفة طبية، ولا تسبب الإدمان في الأردن، وأريد أن أخبركم بأني جربت كافة التمارين والأعشاب والتنفس العميق سابقا، ولكنها لم تفدني، فدقات قلبي تبقى سريعة وأتلعثم.

كذلك هل لبنادل نايت خاصية تخفيف القلق؟ وإن كان كذلك هل أستطيع تناوله قبل وقوفي أمام الجمهور؟ وما هي طريقة أخذه بحيث يعطي مفعوله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لجين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعانين من درجة بسيطة من الخوف الاجتماعي أو القلق الاجتماعي، ومن الواضح وبفضل الله تعالى أن قدراتك هي قدرات ممتازة جدًّا، كما أن طموحك وتوجُّهك يتميز بالإيجابية الفائقة، وهذا أمرٌ طيب.

علاج الخوف الاجتماعي يجب ألا يكون فقط عن طريق الأدوية، يجب أن ننظر إلى الأمور بكليَّاتها، ومن المهم جدًّا أن تستذكري دائمًا هذه الثقة الرائعة والفائقة التي متّعك الله تعالى بها، وفي ذات الوقت أريدك أن تستدركي أن شعورك بالتلعثم والتخوف، وتسارع ضربات القلب هو شعور خاص بك أنت، ولا أحد يطلع عليه، فهو ناتج من متغير فسيولوجي يحدث في الجسم عند المواجهة، ويكون دائمًا في بدايات المواجهات، بعد ذلك يتحول هذا القلق السلبي إلى قلقٍ إيجابي يؤدي إلى تحسين الأداء، فإذًا تصحيح المفهوم مهم وضروري جدًّا.

نقطة أخرى مهمة، وهي: أن تُكثري من تمارين الاسترخاء، ولا تفقدي الثقة في هذه التمارين أبدًا، وفي ذات الوقت لا تتجنبي المواقف الاجتماعية، أكثري من التواصل الاجتماعي، كوني إنسانة فعّالة جدًّا وسط محيطك، مع زميلاتك الطالبات، اجلسي دائمًا في الصفوف الأولى، انخرطي في عملٍ اجتماعي أو خيري أو دعوي يناسب مرحلتك العمرية وظروفك الأسرية والأكاديمية، فهذه هي الطرق التي يتم العلاج عن طريقها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فهنالك نوعان من الدواء أراهما مكمّلان لبعضهما البعض، الدواء المضاد للمخاوف وذلك مثل عقار (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أو (زولفت Zoloft)، أو (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، أو ( باروكستين Paroxetine )، ويعرف تجاريًا باسم ( زيروكسات Seroxat )، وفي حالتك تحتاجين لأحد هذه الأدوية بجرعة صغيرة، ومدة العلاج هي ثلاثة إلى ستة أشهر، والدواء الثاني وهو سريع الفعالية، ويثبط الآثار الفسيولوجية التي تنتج من الخوف الاجتماعي، الدواء يعرف تجاريًا باسم (إندرال IInderal)، ويعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol)، هو دواء بسيط جدا، ورائع، لكن لا يُسمح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من الأزمة –أي الربو-.

أنا أفضل أن تذهبي وتقابلي الطبيب، ليس من الضروري أن يكون طبيبًا نفسيًا، اذهبي لطبيبة الأسرة مثلاً، وقومي بإجراء بعض الفحوصات الطبية، خاصة وظائف الغدة الدرقية، ونسبة الهيموجلوبين لديك، فقط من أجل التأكد، وبعد ذلك يمكن أن تصف لك الطبيبة أحد الأدوية التي ذكرتها لك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً