الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أزعجتني الوساوس وأثرت على اتزان حياتي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 24 سنة، غير متزوجة، متدينة ومتعلمة، تفوقت في دراستي بامتياز، ولطالما أشاد الناس برزانتي وخجلي المفرط.

أصابتني بعض الوساوس في سن 16، وتطورت هذه الوساوس حتى أصبحت أخاف من قراءة القرآن أو سماعه، أو النظر إلى التلفزيون؛ لما تصوره لي مخيلتي، حتى أنني كنت أخاف النظر إلى الناس، خاصة أهلي؛ لأن وساوسي كانت تقودني لقراءة أفكارهم، وإذا مرض أحدهم كنت أتخيل تطور مرضه، وحتى أتوقع موته، وما كان يقودني للجنون أن ذلك الإنسان بالفعل يموت بعد انقضاء أجله، ولولا إيماني بأن الموت بيد الله لكنت لمت نفسي؛ بأنني توقعت شرا، بما فيهم والدي -رحمه الله-.

إضافة إلى كل هذا، انقطعت عن الأكل، بسبب الخوف أن يذهب الأكل إلى مجرى الهواء فأختنق، إلى أن أصابني الضعف الشديد، وفقر الدم الذي لم أعالجه إلى يومنا هذا، وفقدت التركيز في كل شيء، وأصبحتُ لا أفهم الناس عندما يتحدثون إلي، خاصة إذا نصحوني أو حذروني من أمر ما.

أقع في المتاعب فأنسى أن أطلب المساعدة، أو أنسى ما نصحوني أو ما حذروني منه؛ لأنني أتخذ قراراتي بنفسي، من دون أن أحكم عقلي، ومن دون الاستعانة بأحد، لكن كل ذلك يقع رغما عني، فكل تفكيري يتشوش، وأقوم بمشاورة قلبي قبل عقلي، إلى أن تفاقمت مشاكلي، وآذيت من حولي؛ لأنني البنت الكبرى، ومسؤولية البيت ملقاة على عاتقي، والكل يثق بقراراتي، ولا يعلمون أن فؤادي يحترق بسبب مشاكلي النفسية، وها أنا الآن واقعة في دوامة الندم والحسرة.

أنا لم أعد أعرف نفسي، وأقول دائما هل فعلا هذه أنا؟ لأن بعد وقوع الأمر واتخاذي القرار، يتضح لي الأمر، وأصبح أفكر بوضوح، وأتذكر ما نهيت عنه، أو ما نصحت بفعله، هل من تفسير لحالتي، أو أنني أصبحت أبحث عن مبرر لأخطائي بحجة الأمراض النفسية؟ وجزاكم الله كلّ خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالإضافة للوساوس التي أدى إلى شيءٍ من عدم الاستقرار النفسي، ربما تكون أيضًا لديك بعض السمات في شخصيتك، لكن هذه تحتاج للمزيد من الاستقصاء والفحص، لذا أنصحك – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي ليقوم بإجراء الفحوصات والاستبيانات الطبية اللازمة، ليصل إلى قرار التشخيص الصحيح، ومن ثمَّ تُوضع لك الآليات والطرق العلاجية، وأنا أحسبُ أن كل الذي تحتاجينه هو بعض مضادات الوساوس والقلق، وأن ترتِّبي حياتك وتجعليها أكثر إيجابية، وأن تفرضي على ذاتك أن تكوني حكيمة وحصيفة في اتخاذ قراراتك، فأنت إنسانة عاقلة مستبصرة، ولا بد أن توازني الأمور، والأمور التي تشتبه عليك.

خذي بالاستخارة فهي أمر عظيم؛ لأن الإنسان يسأل مَنْ بيده الخير أن يجعل ويقدر له الخير في أمرٍ ما.

ليس هنالك ما يدعوك أبدًا للندم، لكن لا تتركي نفسك على هذه الشاكلة، اذهبي واطرقي باب العلاج، فحالتك يمكن أن تُعالج بعد أن يتم التأكد من التشخيص، هذا مهم جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا ابومهند

    اختي احفظي هذي الجملتين (( الوسواس هو نصف المرض ))

  • السعودية Iemon12

    بالنسبه الضيق من القران معي حاليا الله يشفيها ياارب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً