الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاهدت مقطع فيديو لموت شخص فأصبحت أخاف الموت جداً

السؤال

السلام عليكم

أعزائي الكرام والأطباء الأفاضل: أنا شاب بعمر ٣٣ عاما، مشكلتي بدأت منذ ٩ سنوات، عندما شاهدت مقطع فيديو لشخص يموت بشكل مفاجئ، فبدأت معي فكرة الخوف من الموت المفاجئ، والتي أثرت على حياتي كلياً، حتى إني أصبحت أخاف الذهاب إلى أماكن بعيدة عن المنزل، وأصبحت أخاف المرتفعات!

ذهبت لأكثر من طبيب نفسي، وأحدهم وصف لي علاج (سيبراليكس) واستمريت عليه وتحسنت حالتي قليلاً، ولكن عاد الخوف كما كان من الذهاب إلى الأماكن البعيدة، ولا زالت فكرة الخوف من الموت تصاحبني في كل لحظة؛ فذهبت إلى الطبيب مرة أخرى، وأعطاني علاج ( زولفت ) ولم يفدني إطلاقاً، فقمت بمراجعة الطبيب مرة أخرى وقام بإعادة دواء ( سيبراليكس ) وأضاف دواء (افكسور) بواقع ٣ حبات سيبراليكس، و٣ حبات افكسور، وفي الحقيقة لم أرتح لهذا الكم الكبير من الجرعات، فقمت بإيقاف دواء الافكسور بالتدريج، وبقيت على السيبراليكس بواقع ٢٠ غ يومياً، لكني حتى الآن أعاني بشكل كبير جداً من التفكير بالموت باستمرار، وخصوصاً الموت عن طريق السكتة القلبية.

علماً ولله الحمد أني لا أعاني من أي أمراض، لكن ما أسمعه عن كثرة الموت بهذة الطريقة يشعرني بأني سأموت، وهذا ما ينغص علي حياتي، ويعلم الله أني متقرب من الله، وأني بعيد كل البعد عن ما يغضبه، لكن لا أدري ماذا يحدث لي؟ وما سببه؟ ولكم مني جزيل الشكر والامتنان على حسن تعاونكم مع مشكلاتنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من رهاب الموت، وطبعًا ما حصل معك قبل تسع سنوات كان السبب، وبعد ذلك أصبت برهاب الموت، والرهاب أو الفوبيا عادةً خوف من شيء مُحدد، وتجنُّبه لكي يقل هذا الخوف، ولكن بالنسبة للموت فالإنسان يعرف أنه شيء حتمي لا يستطيع الشخص تجنُّبه، ولذلك تظل المخاوف معه لفترة من الوقت.

العلاج الأمثل لرهاب الموت هو في العلاج الدوائي والعلاج النفسي معًا، والأدوية التي تُعالج هذا الرهاب كثيرة، منها السبرالكس، ومنها الزولفت، ومنها الإفكسور.

طالما تحسَّنت على السبرالكس في البداية فيستحسن الاستمرار عليه، أنا شخصيًا لا أُحبِّذ الجمع بين الأدوية وكثرتها، ولكن بعض زملائي يجمعون بعض الأدوية، وقد يكون لهم حجة في ذلك، أنا أفضِّل دائمًا استعمال دواء واحد، وزيادة جرعته إلى أقصى حد.

طالما أنك لم ترتح على الجمع بين السبرالكس والإفكسور وفضَّلتَ استعمال السبرالكس فيستحسن أن تستمر في السبرالكس 20مليجرام لفترة معقولة، لأن العامل الزمني مهم، عادةً يحدث التحسُّن في خلال شهرين، وبعد التحسُّن عليك بالاستمرار في تناول الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر.

عليك بمتابعة معالج نفسي ليُساعدك بجلسات نفسية، والحمدُ لله أنت شخص متدين، وهذا يُساعد كثيرًا، خاصة عليك بكثرة الذكر والدعاء وتلاوة القرآن، فهذا يؤدي إلى السكينة والطمأنينة.

الأسباب غير معروفة، ولكن هو مرض يحدث لبعض الناس، لكن عليك بالاستمرار في تناول السبرالكس والعلاج النفسي، وإن شاء الله تتحسَّن حالتك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً