السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 22 عاما، منذ الطفولة وأنا أعاني من أفعال قهرية: كعد الأحرف، والمشي على البلاط لا الخطوط، كما أني أذكر أن والدتي كانت تدخن ولكن دون علم والديها، وحين سألتها لماذا لا يعلمون، قالت لي: إنهم كبار، ولن يتقبلوا ذلك، فسألتها أنت إذن ستكبرين وسأخفي عنك أفعالي أيضا، ومنذ تلك الفترة -كان عمري 5 سنوات- أصبت بوسواس أن كل شيء أفعله يجب أن أخبره أمي، مثلا إذا شربت كوبين ماء بدل كوب واحد أذهب وأخبرها، حتى إذا رأيت شيئا من بعيد ككتاب مثلا ولكني من بعيد ظننته دفترا كنت أذهب وأخبرها، وفي دوامي في المدرسة كنت أجمع كل شيء حتى أخبرها إياه، حتى بدأت تتضايق وتصرخ علي بأن أكف عن هذا السخف، وكنت أبكي إن حدث شيء ولم أخبرها إياه.
كبرت، وبعمر 12 سنة بدأت الصلاة، كنت أقضي نصف يومي في إعادة الوضوء والصلاة، أصبحت الصلاة هما، واستمر وسواس الصلاة والوضوء إلى يومي هذا، ولكن خف بعض الشيء، فالصلاة الواحدة والوضوء الواحد يأخذ معي نصف ساعة فقط، ولكن ما يرهقني الآن هو أنني إذا رأيت زميلة لي مهندسة خطبت من شاب غير متعلم أو فقير أذهب لأقنع والدي أنني إذا رغبت بشاب بتلك المواصفات هل تقبلون؟ وأقنعهم وأبكي إن لم يقتنعوا، ثم رأيت زميلة أخرى خطبت من طبيب، كنت أذهب لأسأل والدي هل تقبلون بطبيب؟!
إذا اشتريت عصير برتقال، وزميلتي اشترت عصير ليمون، أذهب لأسأل أمي هل تقبلين بشرب عصير ليمون؟ وإذا رأيت فلانة تلبس شيئا معينا وأنا لا أحب هذا اللبس، أيضا أسأل أمي هل تقبلين أن ألبس مثل هذا؟ علما أنني لا أحب هذا اللبس، ولكن لا أستطيع إلا أن أقنعها، وإذا رأيت أن فلانة لديها قلادة من أبيها، أعيش في ضيق حتى ألمح لوالدي أن يشتري لي قلادة، كي يكون لي معه ذكرى.
أصبحت أخشى الخروج من المنزل كي لا أرى ما يفعل وما يلبس الناس، أصبحت أخشى الأحاديث؛ حتى لا ألتقط وسواسا جديدا.
الآن كلما أشاهد شيئا حتى لو كنت لا أحبه ولا أرغب به أذهب لأسأل أمي هل توافقين على هذا؟ والدتي توبخني بأن أكف عن الاحتمالات هذه، وتقول لي اتركيها لوقتها، وأبقى في مخيلتي بصراع أفكار ما ألبث أن أطرد فكرة وأقتنع أن والدي سيوافقون حتى تأتي فكرة أخرى ثم تعود الأفكار بالظهور.
أخشى إن تزوجت أن يستمر والداي بالسيطرة علي أنا وزوجي حتى بعد الزواج -علما أنني لا أرغب بالزواج- إن استشرت والدي مثلا بالذهاب إلى مول أو ملاهي مع الزميلات، وقالوا لي: لا في البداية أقنعهم حتى يقبلوا، وإذا قبلوا فإني أرفض بنفسي وأقول لا أريد أن أذهب، وهم يقنعونني أن أذهب وأنا أقول لا أريد!
عقلي الآن يفكر 24 ساعة، أريد الهروب من أفكاري، ولا أفعل أي شيء، في الجامعة لا أدرس إلا قبل ساعات من الامتحان؛ لأن عقلي مشغول بالتفكير ماذا لو رفض والداي ذلك الأمر.
تخرجت بمعدل في الحضيض، لا أفعل شيئا، ولا يوجد لدي وقت لفعل شيء، حتى في صلاتي الأفكار تطاردني، فأيام العادة الشهرية هي أيام راحة لي؛ لأنني أتخلص من وسواس الصلاة فيها، فالصلاة مرهقة جدا علي، كأنني في صراع لمواجهة تلك الأفكار، بالإضافة لوسواس التكبير، وأنني لم أتمضمض ثلاث مرات، هيا لأعيد، فأنا لم أركز في الصلاة لأنها أتت إلى ذهني فكرة من الأفكار التي تطاردني عن والدي، وأبقى في صراع الأفكار!
أفكر في الذهاب إلى الطبيب النفسي دون علم والدي، ولكن هناك فكرة في ذهني ماذا لو أن أهلي ضد فكرة الذهاب إلى الطبيب؟! ماذا لو علموا وقاموا بتوبيخي؟!
أنا متعبة جدا أرجو المساعدة، أحاول التنفيس عن نفسي بالبكاء، أريد الهروب من أفكاري!