الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعجاب الآخرين بجمالي يجعلني فرحة وقلقة في نفس الوقت!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فتاة لا تتبرج ولا تخضع بالقول، ولباسها ساتر، ولكنها جميلة وذكية، ومعروف عنها البراءة ولطف التعامل والابتسام، لاحظت كثيرًا أنها تلفت انتباه من حولها -ذكورًا وإناثًا-، وترى منهم نظرات الإعجاب أحيانًا بسبب شكلها، وأحيانًا بسبب شخصيتها، ولا تخرج كثيرًا إلا للعمل أو الدراسة أو الزيارة وما شابه ذلك، وتعتقد أنها بذلك تنشر الفتنة، لذلك هي دائمًا حزينة ومتيقنة أنها ستعذب لا محالة، فبماذا تنصحونها؟

وهل يأثم الشخص إذا فرح بإعجاب من حوله؟ علمًا أن شعور الفرح بينه وبين نفسه، وغير ظاهر للآخرين، فطبيعة الشخص أنه يحب نيل وإعجاب ومدح من حوله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nno حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير، وأن يصرف عنك كل شر، إنه جواد كريم.

أختنا الكريمة: إننا أولاً نحمد الله الكريم على تدينك، ونحمد الله الكريم أن منّ عليك بما ذكرت من فضل ونعم، هذه النعم تستوجب الشكر، فلو رأيت الضريرة كيف تتمنى عين المبصرة، ولو رأيت المريضة كيف ترجو عافية الصحيحة، ولو رأيت ولو رأيت .... لعلمت كم هي النعم التي أنعم الله بها عليك، والتي تحتاج منك إلى مزيد من الشكر حتى يحفظها الله عليك، بقوله: {ولئن شكرتم لأزيدنكم}.

أختنا: إذا علمت قطعًا أن الوجه فتنة للبعض لوجب عليك تغطيته حتى لا يفتن بك مسلم، وإذا علمت أن الصوت قد يكون فتنة للبعض لوجب عليك الصمت إلا للضرورة، خشية أن يفتن غيرك، وهكذا كل ما يسبب في فتنة الغير واجب عليك الابتعاد عنه، وهذا من أنواع الشكر الواجب على الإنسان فعله.

فإذا أخذت بما عليك، واجتهدت في إخفاء مفاتنك، وتقيدت بشرع الله تعالى، فلا إثم عليك بعد ذلك ولا لوم.

أختنا الكريمة: إن السرور الذي دخل قلبك اليوم من أجل إعجاب أحد، حتى وإن كان بينك وبين نفسك هو من وسائل الشيطان حتى يحرك فيك ما حرم الله، فاليوم قد أعجب بك فرد فتعاطيت بينك وبين نفسك إيجابًا، وغدًا اثنان، وبعده ثلاثة، وكلما تعاطيت إيجابيًا كلما أحببت أن يكثر المعجبون، وهذا مدعاة إلى الدخول في عالم أهل الغواية من باب صغير؛ لأنه متى يئس منك المعجبون أو قلوا، فإن حزنًا سيصيبك، وربما يجرك إلى التنازل عن بعض المبادئ، وهكذا تبدأ السلسلة، نعنى سلسسلة الانحدار -نعيذك بالله منها-.

أختنا الكريمة: راقبي الله قبل أن تراقبي البشر، واعلمي أن من أعطاك الوجه الحسن والعقل الحسن والمنطق الحسن، قادر على سلبهم في وقت واحد ، فلا تعرضي نفسك لغضب الله، ولا تستخدمي عطاء الله في معصية.

نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً