الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من وساوس الشعور بالكفر؟

السؤال

سلام عليكم

كنت قاعداً، أفكر بحكم موقف صار، وقاعد أفكر بحكمة، وأنا قاعد أفكر فيه كنت أقول وأنا غير قاصد ما أقوله، ولا نية ولا راضٍ بهذا الكلام، حتى إني ما كنت منتبهاً، وأنا أقوله حالياً، وبينما أكتب الكلام جاء في بالي كلمة كفر، وأحسست أني قلتها الآن، وأنا قاعد أكتب، وأنا لا أقصد أن أقولها.

هل هذا كله كفر؟ لي تقريباً سنة ونصف أعاني من أشياء مثل هذه، وصرت لا أسكت، طوال الوقت أستغفر لأجل أن لا أحس أني قلت كلاماً، وأقعد أفكر وإلى ما لا نهاية، بمعنى ٢٤ ساعة أستغفر أو أقول لأي شيء هل هذا كفر؟! هل أنا مصاب بالوسواس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غيث حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم، نعيد االتحذير بأن هذه الكلمات القبيحة والتي تفرض نفسها على الإنسان هي وساوس قهرية قاطعة، وليس هنالك كفر أبداً في هذا الأمر، كما أفاد العلماء، لأن الوسواس خارج عن إرادة الإنسان، ويكون متسلطاً عليه، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى، لا بد أن تعالج -أيها الفاضل الكريم- لأنك في عمر التكوين النفسي والجسدي والاجتماعي، والهرموني والسلوكي، والوساوس تؤثر على الإنسان في هذه المرحلة، فيا حبذا لو ذهبت إلى طبيب نفسي، وتكلم مع والديك، والطبيب سيعطيك أحد الأدوية المضادة للوساوس.

من أفضل هذه الأدوية دواء يعرف باسم فلوفكسمين، هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجارياً فافرين، وتوجد أدوية أخرى، لكنه هو الأسلم، وأيضاً توجد بعض الإرشادات السلوكية التي يمكن أن نحدثك عنها، أولاً: يجب أن لا تخوض في هذه الأفكار أبداً، بمعنى أن لا تسترسل فيها ولا تحاول أن تحللها.

عليك أن تطبق ثلاثة تمارين نسميها بالتمارين السلوكية، التمرين الأول: هو تحقير الفكرة أو الكلمة هذه، وذلك من خلال أن تتصور هذه الكلمة أمامك كأنك تنظر إليها بصرياً، وهي طبعاً ناشئة من عقلك، وتقول أنت فكرة خاطئة أنت فكرة قبيحة، أنا لن أهتم بك وتكرر هذا عدة مرات، وتحقر وتحقر وتحقر هذا هو المبدأ العلاجي الأساسي.

بعد ذلك تنتقل لتمرين آخر نسميه صرف الانتباه، بدل هذه الكلمة -كلمة الكفر- استبدلها بكلمة أخرى مثل كلمة الإيمان كلمة جميلة جداً، كرر الإيمان الإيمان الإيمان وفي كل مرة حين تطبق هذه التمارين تأتي بكلمة جديدة، مثلاً يمكن أن تستبدل الكلمة في المرة القادمة بكلمة الحياة الحياة الحياة طيبة هكذا، يعني إدخال أي فكرة أو كلمة جديدة، والتمرين الثالث نسميه التنفير، والتنفير يعني أننا إذا ربطنا هذه الكلمة بشيء لا تحبه النفس، وتبغضه النفس وتتألم له النفس والجسد، في هذه الحالة ستضعف الفكرة أو الكلمة الوسواسية، ومثلاً وأنت جالس داخل الغرفة وفي مكان هادئ، قم بالضرب على يدك بقوة وشدة على سطح الطاولة، أو على أي سطح صلب، بشرط أن تحس بالم شديد، واربط هذا الألم بهذه الكلمة أو هذه الفكرة، كرر هذا 20 مرة، الكلمة تربط بالألم، الكلمة تربط بالألم وهكذا.

هذا يسمونه في علوم السلوك بالتنفير، يعني إذا ربطنا بين شيئين هنالك يحدث نوع من التنافر بينهما، ما دام أحدهما غير مرغوب للنفس، والألم طبعاً غير مرغوب للنفس وهكذا، هذه تمارين جيدة جداً.

وبصفة عامة يعرف أن الوساوس تأتي من خلال الفراغ؛ فيجب أن تشغل نفسك بما هو مفيد، من المفترض أن تكون في أحد المرافق الدراسية، فيجب أن تشغل نفسك وأن تستفيد من وقتك، وأن توزع وقتك بصورة سليمة، أن تديره بصورة سليمة، وتتجنب السهر ومضيعة الوقت.

كما أن ممارسة الرياضة مفيدة جداً بالنسبة لك، والدواء مهم جداً في حالتك، والفافرين من الأدوية الممتازة جداً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً