الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تتصرف مع أبناء إخوانها عكس أبناء إخواني!!

السؤال

السلام عليكم.

لدي ثلاثة أبناء ذكور، ومقيم بالخليج، زوجتي امرأة صالحة، لكن عندما نذهب إلى بلادنا في الإجازة، تتصرف مع أبناء إخوانها بحنان وعطف، أما أبناء إخواني فتنزعج منهم أحياناً لنفس التصرفات التي يقوم بها أبناء إخوانها.

سافرت إلى الخليج، وتركتها مع أبنائي، فكانوا طوال الوقت مع أبناء إخوانها، بينما أبناء إخواني لا يرونهم إلا قليلاً.

أنا أشعر أنها لا تعدل بينهم، وهذا يزعجني؛ خاصةً أني أعلم بأنها طيبة القلب، وأن أبناءنا سوف يتزوجون بدورهم، فكما تدين تدان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رياض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظ عليك زوجتك، وأن يصلح حال أولادك، إنه جواد كريم.

الأخ الفاضل: إننا نحمد الله إليك صلاح زوجتك، وهذا والله هو النعيم، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- مرفوعاً، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة».رواه مسلم.

والمعنى كما قال أهل العلم: الدنيا بما فيها شيء يتمتع به حيناً من الوقت ثم يزول، ولكن أفضل متاع هذه الدنيا الزائلة: المرأة الصالحة، التي تعين على الآخرة، وقد فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله)، فالحمد لله على صلاح زوجتك، ونسأل الله أن يبارك لك فيها، وأن يزيدكم ألفةً ومحبةً.

أخي: حدثني لو كنت أنت في بلدك مع أولادك، وبجوارك إخوانك وأخواتك، ومعهم كذلك أخوال الأولاد وخالاتهم، لمن ستكون الحظوة الكبرى للأعمام أم الأخوال؟

بالطبع -أخي- ستكون لإخوانك الذين عايشتهم وعرفتهم، وخبرت سرائرهم، وليس عندك تحسس إن أخطأت أمامهم، وستجد عندك من رحابة الصدر أكثر من غيرهم، تلك -أخي- فطرة فطر الله الإنسان عليها.

وهذا ما حدث مع زوجتك -حفظها الله-، فهي بطبيعة الحال ترتاح وتأنس بوجود إخوانها وأخواتها أكثر من غيرهم، وليس هذا قدحاً لهم أو مذمةً، إنما تلك طبيعة الحياة، وتراتيب الفطر.

والواجب والحال كذلك ألا تجد في نفسك شيئاً، وأن تجتهد في رأب الصدع متى ما حدث تجاوز، ويكون ذلك بالمعروف والقول اللين، ولك أن تسأل: لماذا تتحمل من أبناء أخواتها ولا تتحمل من أبناء أخواتي؟

والجواب: لأنهم ليسوا إخوناً لها، والتعامل مع الأخ غير التعامل مع الغير؛ خاصةً لو كانت هناك مصاهرة ونسب، فمثلاً: لو أخطأت أختها سترد عليها، وربما تسمعها من الكلام أشده، ثم يلتقيان وكأن شيئاً لم يكن، وأبناء أخواتها يمكنها أن تصرخ عليهم، أو حتى تؤدبهم، بخلاف أبناء إخوانك، كل هذه اعتبارات متفهمة، والعاقل من يتغافل، مع حث الزوجة على زيارة الأولاد لأخواتك وإخوانك، وتحملهم، والثناء عليها، والأخذ بخاطرها، كل هذه معينات لها متى ما سمعت ثناءً منك.

نسأل الله أن يبارك لك فيها، وأن يحفظكم من كل مكروه، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً