الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حامل ولم أعد أطيق زوجي بسبب تعامله معي أثناء حملي!

السؤال

السلام عليكم.

لم أعد أطيق زوجي لا في البيت، ولا في التعامل، ولا في الفراش!

تزوجته، وبعد شهر حملت، وفي الشهر الثالث من الحمل أصابني الوحام منه، ومن البيت، ويزيد بسبب جلوسه المتواصل في البيت، كنت أذهب لأهلي الأيام لكي أرتاح، وهو لم يقدر وضعي.

كان يعاندني في ما أحتاجه، ولا يهتم أو يسأل عني، وإنما أجد منه رسائل كثيرة بالاتهام بعدم الحب، وعلى هذا الحال لمدة ثلاثة أشهر، حتى تعبت نفسيًا وجسديًا، وانتهى الحب الذي في قلبي؛ لأنه كان قاسيًا معي في أشد وأصعب الأوقات.

عدت للبيت، وهو تحسن قليلاً، أما أنا فأشعر بالتعب داخليًا، ولم أستطع مبادلته بشيء، وهو لا يعترف بخطئه، إنما يقول: بأنني أنا السبب، رغم أنني أوضحت له وضعي، وأهلي أيضًا بينوا له ذلك.

علمًا أنه لا يوجد لديه عمل، فلهذا هو ملازم للبيت، ويشغل نفسه بأذيتي، وهو شخص عنيد، ويريد فرض كلمته على كل شيء، وليس لديه دافع للعمل أبدًا، ويتدخل في كل شيء حتى في ما هو من اختصاصي، وعندما أطلب احتياجاتي لا يوفرها إلا بعد جدال ومشاكل.

أنا الآن بالشهر السابع، ومتعبة نفسيًا وجسديًا، بينما هو فقط يبحث عن الحب وملامح الحب، ولا يمسك يدي إلا إذا كان يريدني!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Safia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوص سؤالك، فدعينا ابتداءً نقرر عددًا من الحقائق:

أولاً: الحياة الزوجية ليست حياةً مثاليةً، ليست حياةً خاليةً من المشاكل أو المنغصات، بل هي حياة طبيعية فيها هذا وذاك، والنظر إليها بغير هذا المنظار يتعب صاحبه كثيرًا، بل نقول لك: لا يوجد بيت بلا مشاكل، وأصدق مثال يمكن الحديث عنه بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومع أنه النبي وأزواجه أطهر النساء، وأمهات المؤمنين، إلا أن السيرة ذكرت لنا بعضًا من تلك الوقائع التي تشير إلى وجود تلك المشاكل.

ثانيًا: أشد سنوات الزواج هي السنة الأولى، ونسب المشاكل في هذه السنة قد تكون أضعاف السنين التي تأتي لاحقًا، فكل طرف يبصر الحق الذي له، ويثقل عليه الواجب المقابل للحق، وكل طرف يريد أن يفرض قناعاته على الآخر، وهذا يحتاج إلى مدة حتى يتخلى كل طرف عن بعض مواقفه، ويلتقي الطرفان عند نقطة وسط، وهذا يحتاج إلى أمرين:
- حوار دائم، وتفهم للآخر.
- صبر على هذه الفترة، وإعذار للغير.

ثالثًا: إن أشد فترات الضعف عند المرأة هي فترة الحمل، هذه الفترة تكون عاطفة المرأة حاكمة على عقلها، وقدرتها على التحمل أضعف، وتفسيرها للأحدث أضخم، ولذلك لا نود منك اتخاذ قرارات في هذه الفترة.

رابعًا: مشكلتك مع الزوج تتمحور في أمرين:
أولاً: ضيق النفس جراء تضخيم الأخطاء القائمة مع غياب الحوار والتفاهم.
ثانيًا: ترصد الشيطان مع الجهل بكيفية مدافعته.

فلا يخفاك -أختنا- أن الشيطان متربص بالبيت، وأغلى أمانيه وأعظمها عنده هو هدم الأسرة بالطلاق، ففي صحيح مسلم: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلةً أعظمهم فتنةً، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: نِعْمَ أنت، فيلتزمه"، وعليه فاستعيذي بالله من ضائقة الصدر، ومن تضخيم مشاكله، واستعيني بالله على تجاوز تلك الفترة، ويعينك على ذلك عدة أمور:

1- الاجتهاد في زراعة الحوار بينكما، والاتفاق على معاجلة الأخطاء الفردية بهدوء، وعدم التعجل في النتائج.
2- إيجاد مساحة للإعذار من كل طرف، وخاصةً في هذه الأيام.
3- إبعاد النظرة السلبية عن الحياة الزوجية، مع تضخيم ما فيها من إيجابيات.
4- المحافظة على الأذكار، وخاصةً أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم.

هذا ما نوصيك به، ونسأل الله أن يتم لك على خير، وأن يهدي زوجك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً