الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخواتي يحاولن إحباطي وتحطيم معنوياتي.. كيف أتعامل معهن؟

السؤال

السلام عليكم.

كيف أخلص نفسي من أخواتي؛ لأنهن يتمنين لي الشر، وأمام والدتي يظهرن أنهن يحببنني على الرغم من أنني كثيرة المساعدة لهن والتلطف الشديد معهن رغم إساءتهن المستمرة لي؟

أشعر بالغيرة والحسد منهن بشكل ملحوظ جدًا حتى أن أمي وأبي يعرفان هذا الشيء، لكن دائمًا ما يقولان لي: إنني سيئة الظن، ويجب إحسان الظن فيهن، كنت أقول لأمي كثيراً عن هذا الأمر، لكنها لا تستجيب لي، وذات مرة سمعتهن يشمتن بي؛ لأنه حصل معي مشكلة وأخبرتهن بها، مع أن عائلتي تفضل أخواتي علي بكثير، وأنا أقل واحدة فيهن أحصل على حقي.

عندما يتعلق الأمر بأسباب الغيرة الشهيرة لدى الفتيات: من التفوق الدراسي، أو الجمال، أو محبة الناس؛ جميعًا لدينا هذا الأمر، لكن بدرجات متفاوتة قليلاً، حتى أنهن دائمًا ما ينعتنني بالقبيحة على الرغم من أنني أجمل منهن، والفاشلة وأنا متفوقة وهنّ أيضًا، لكنهن يحاولن محاولات شديدة لإحباطي وتحطيم معنوياتي.

ما الحل؟ أرجو مراعاة أنني فعلت كل شيء لكي تخف هذه الغيرة لكنها لم تخف، وقد لجأت إلى الابتعاد عنهن وقد ارتحت، وأتمنى أن أكمل بقية حياتي بدون رؤيتهن أو التعامل معهن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيلول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشعر بالأسف لما تمرين به، وندرك أن هذا الوضع يمكن أن يكون مؤلمًا جدًا ومحبطًا، يبدو أنك قد جربت العديد من الطرق لحل هذه المشكلة دون جدوى، وسوف نقترح عليك بعض الخيارات:

1. تحدثي بوضوح، فقد تكون هناك حاجة إلى مواجهة المشكلة بشكل مباشر، تحدثي مع أخواتك بشكل فردي أو جماعي، وأعربي عن مشاعرك، وكيف تؤثر تصرفاتهن عليك.

استخدمي "أنا أشعر" بدلاً من "أنت تفعلين" لتجنب اتهامهن، وجعلهن يشعرن بالدفاع عن أنفسهن.

2. إذا لم تستطيعي حل المشكلة بينكم، فقد تحتاجين إلى طلب المساعدة من شخص موثوق به داخل العائلة، أو مستشار أسري.

3. اعملي على تعزيز ثقتك بنفسك من خلال التركيز على نقاط قوتك وإنجازاتك، ولا تستمعي لإحباطات الآخرين مثل: (فاشلة) و(قبيحة).

4. ابحثي عن صديقات وأفراد آخرين في العائلة يمكنهم تقديم الدعم العاطفي لك.

5. تقبلي الواقع الذي تعيشينه، فقد تحتاجين إلى قبول أن العلاقة مع أخواتك قد لا تكون كما ترغبين فيها، وأنه قد يكون من الأفضل لصحتك النفسية الابتعاد عنهن بشكل مؤقت، وبشكل غير متباعد، والمهم هو الصبر عليهن؛ لأنك بهذا تنالين رضا الله تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِیثَـٰقَ بَنِیۤ إِسۡرَ ءِیلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَ ا⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَانࣰا وَذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَقُولُوا۟ لِلنَّاسِ حُسۡنࣰا وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّیۡتُمۡ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ﴾ [البقرة ٨٣].

وروى مسلم وغيره من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلُم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك).

6. تعلمي كيفية وضع حدود صحية مع أخواتك والالتزام بها.

7. ركزي على تطوير نفسك وعيشي حياتك بالطريقة التي تجدينها مناسبة لك.

تذكري أن العناية بصحتك النفسية مهم، وأنه لا بأس بطلب المساعدة، ووضع حدود صحية في العلاقات العائلية، والابتعاد عن المواقف السلبية والأشخاص الذين يؤذونك خطوة مهمة نحو السلامة النفسية.

وتذكري أنك مأجورة على صبرك على هذه العلاقات التي قد ترينها مؤذية نفسيًا لك، لكن مع مرور الأيام قد تتغير إلى الأفضل بمشيئة الله تعالى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً