السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أعيش مع أسرتي حياة سيئة جدًا، حتى أصبح أكبر همي في الدنيا هو الخروج من منزلنا، فالمشاكل لا تكاد تهدأ، وأفراد الأسرة كلهم في حالة عداء، والجو مشحون وكأننا في حرب دائمة، أو نعيش في غابة، القوي يأكل الضعيف.
أريد أن أتزوج للخروج من هذا المنزل، وأدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح، الذي فيه مواصفات معينة، حتى أعيش كما أتمنى، بعيدًا عن الشقاء -بعون الله-.
يضايقني كلام أمي لي ولإخوتي، حيث تقول: إن نصيبنا سيكون سيئًا، وأن زواجنا معجزة، وإن حدث وتزوجنا سنتطلق في اليوم التالي، كما تدعو علينا إن تزوجنا، بأن تكون حياتنا أسوأ من حياتنا بمنزلنا، وأن يكون أزواجنا هم سبب تعاستنا، وغير هذا الكثير من أمنياتها السيئة لنا.
أمي مثل جدتي تدعُو على أولادها بسبب أو بدون سبب، أما علاقتي بها فهي جيدة جدًا، لكن دعاءها علي لا يرتبط بالبر أو بأي سبب محدد، يمكن أن تدعو علي مع إخوتي، حتى لو لم أكن موجودة في المنزل وقت دعائها بدون مبرر.
أحيانًا عندما تدعو علي لا أتحمل، فأقول لها: ربي لن يستجيب، وأتضجر وأبكي من دعائها علي، وأخاف وأحزن وأيأس، وتسود الحياة في وجهي، أحاول الصبر وأن أكون بارة بها، حتى لا تستجاب دعواتها فأشقى، وأغلب دعواتها من العيار الثقيل وقاسية، وغالبًا ما تشملني مع غيري، دون أن يكون لي دخل بالسبب، أو لشيء عادي بيني وبين أحد من إخوتي، أو لسبب هين.
بعدما تدعو علي يمتلئ قلبي غيظاً عليها، وأحس بالكراهية تجاهها، بسبب اختيارها لتلك الدعوات، التي إن استجابها الله لا أدري أين سأكون، أحاول تجنب ما يغضبها، وأبادر بإرضائها لو أخطأت، وإن قصرت أحاول تعويضها، ومع ذلك لا ترضى عني.
عندما تدعو علي أدعو في نفسي: "اللهم إني أعوذ بك من دعوات أمي"، أو " اللهم نجني من دعوات أمي"، فهل دعواتي هذه تعتبر حصنًا لي من دعوات أمي؟ وهل عدم رضا أمي عني -مع أني أحاول إرضاءها- يمكن أن يؤثر على دعواتي فلا تستجاب؟