السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة في العشرينيات من عمري، كنتُ منذ فترة الثانوية في علاقة مع شاب دامت خمس سنوات تقريبًا، ولم تكن مستمرة؛ فقد كنت أقطع علاقتنا بسبب ندمي على ما نفعل، لكننا كنا نعود لبعضنا في النهاية.
لقد كانت علاقتنا عبارة عن محادثات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ففي البداية، كان هناك كلام معسول، لكن مع مرور الزمن أدركنا أنه لا فائدة منه، فأصبح حديثنا طبيعيًا ومحترمًا، وأخبرني الشاب أنه يريد الزواج بي في المستقبل، فوافقت وقلت له: إنني لا أتصور الزواج من شخص آخر، وأعطينا الوعد لبعضنا البعض.
بعد ذلك، أصبح تواصلنا نادرًا جدًا، أي مرة كل شهرين أو أكثر، وكان التواصل مقتصرًا على الاطمئنان على بعضنا، والسؤال عن الدراسة أو المواضيع العامة.
علماً بأني منذ ثلاثة أشهر، التزمت بالحجاب الشرعي، وقررت إغلاق باب التواصل معه، فحذفت حسابي.
قبل أسابيع قليلة، تقدم لي شاب يدرس معي في الجامعة بطريقة محترمة، وطلب مني الزواج، ورفضته دون تفكير، ودون أن أتعرف عليه، لأنني تذكرت أنني أعطيت وعدًا للشاب الأول، لكنني ندمت بعدها، وخفت أن أكون قد رفضت شخصًا ذا خلق ودين دون سبب وجيه.
تحدثت مع والدتي وأخبرتها بالأمر، فنصحتني بالتركيز على دراستي وعدم التفكير في الزواج حاليًا، رغم أن الشاب قال إنه لا يتحدث عن الزواج الآن، وقالت لي أمي: من ذا الذي سينظر إلى فتاة مثلك؟ لستِ جميلة ولا أنيقة كالفتيات بسبب لبسكِ المحتشم!
قررت أن أرضي أمي وأتوقف عن التفكير في الأمر، وقررت أيضًا قطع العلاقة نهائيًا مع الشاب الأول، فأخبرته أنه ليس من الضروري أن يتزوجني، وأن عليه اختيار شريكة حياته بعناية، فعلت ذلك حتى لا أستمر في خيانة ثقة أمي، لأنها لم تكن تعلم بأمر العلاقة، وحتى أكون حرة في اختيار الزوج الصالح، وألا أبقى مقيّدة بوعد أعطيته في لحظة طيش وقلة نضج.
علماً بأن الشاب الأول خلوق جدًا، ولم أرَ فيه عيبًا قط، فهل عليَّ إثم لأني أخلفت الوعد معه؟ وهل أخطأت في رفض الشاب الذي تقدم لي دون تفكير؟ وهل يجوز لي التواصل مجددًا مع الشاب الأول والاعتذار منه، وأطلب منه أن يتقدم لخطبتي في الوقت الذي نكون مستعدين فيه للزواج، وحينها أجيبه بالقبول أو الرفض؟ وكيف أتعامل مع والدتي؟
أرجوكم، أفيدوني.