السؤال
السلام عليكم.
أمي مطلقة، وتسكن معي وأنا أعزب، لكنها تريد أن تخرج من البيت، وتسكن في شقة وحدها بالقرب من أحد إخوتها، فهل أمنعها من الخروج، أم أتركها تستأجر شقة لتعيش فيها وحدها؟
السلام عليكم.
أمي مطلقة، وتسكن معي وأنا أعزب، لكنها تريد أن تخرج من البيت، وتسكن في شقة وحدها بالقرب من أحد إخوتها، فهل أمنعها من الخروج، أم أتركها تستأجر شقة لتعيش فيها وحدها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الابن الكريم والأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يرزقك بر الوالدة، وأن يُلهمها السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
لا نعرف الأسباب التي دفعت الوالدة للتفكير في أن تكون وحدها، ولكننا ننصحك بأن تكون مع الوالدة، وتجتهد في إرضائها، وتقوم بخدمتها، وتبحث عن السبل التي تنال بها رضاها، فإن رضاها بابٌ عظيم من أبواب الخير، بل بِرُّها من واجبات هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها، ويهمُّك في الأخير أن تفعل ما تُريده الوالدة، ولكن أرجو أن تجتهد في أن تكون معها، وتتشرف بخدمتها.
ولا أدري -كما قلنا- إذا استطعت أن تعرف أسباب رغبتها في أن تكون وحدها، فهذا أمرٌ سيساعدك في إقناعها، وأيضًا هل إخوتها يُوافقون على هذا؟ هل سيكونون معها؟ أم ستكون وحيدة وأنت وحدك؟ فالوحدة لا خير فيها، والشيطان مع الواحد، وأنت أيضًا بحاجة إلى الوالدة، وهي أيضًا بحاجة إلى قُربك منها، وإلى خدمتها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الفوز ببرِّها.
المهم أن تجتهد في ترغيبها في أن تكون معك، أو أن تكون معها أيضًا إذا كانت هي ترغب في الانتقال من هذا المكان، تعرض عليها فكرة أن تكون معك، وتبحث عن الأشياء التي تحتاجها لتلبّيها لها، أو تعرض عليها لتكون أنت معها في مكانها الجديد، إذا كانت ستوافق على ذلك.
المهم التعامل مع الوالدة نحتاج فيه إلى اللطف وإلى الشفقة، والاهتمام، والحرص على إرضاء الوالدة؛ لأن برَّها عظيم، وهي أولى الناس بك، فبرُّها معلوم أنه مُضاعف حتى عن بِرِّ الوالد، مع أن الشريعة تدعو إلى بِرِّ الوالدين جميعًا، ولكن الأم مُقدّمة (أُمُّك، ثم أُمُّك، ثم أُمُّك) قال في الرابعة: (ثم أبوك).
فنسأل الله أن يُعينك على طاعتها، ويُعينك على بِرِّها، واجتهد في إقناعها في أن تكونوا معًا في بيتها، أو في بيتك، فإن أصرّت فأرجو ألّا تقف في طريقها، ولا تُسبب لها ما يُزعجها، وكن على تواصل معها، والاهتمام بها، وتفقُّدك لها
ونسأل الله أن يرزقك برّها، وأن يُلهمكم جميعًا السداد والرشاد.