السؤال
أخي، يكبرني بـ9 سنوات، كان يلمسني رغمًا عني (عناق، تقبيل، وما إلى ذلك)، إلا أن ذلك كان يؤدي إلى تحرّشه بي من خلال لمسه -حتى وإن بدا غير مقصود- لأماكن لا يصح لمسها من جسدي.
جعلني ذلك أشعر بالقلق كلما سمعت فقط اقترابه، وأُصبت بالتوتر، ومع الوقت أصبحت عصبية، رغم أنني لم أكن كذلك من قبل، وفوق ذلك، يستمر في استفزازي وتحطيمي نفسيًا، رغم حالتي النفسية والعقلية الصعبة في تلك الفترة، وكلما رفضته ووضّحت له أذاه، تجاهل الأمر.
أصبحت أنهار حرفيًا من مجرد التفكير في أنه قد يظن أنني أرحّب به بسبب ردّة فعل لم أُظهرها، ويعود لفعل ما كان يفعله.
هو ينتظر أي فرصة أرخي فيها دفاعي لنعود كما في السابق، ولذلك أصبحت أراقب ردود أفعالي، وأتخذ شخصية ليست أنا داخل المنزل، ولم أعد أشعر بالأمان فيه بسببه.
وفوق كل ذلك، هو يتحسس من أي كلمة تمسّه، وأظن أن ثقته بنفسه مهزوزة داخليًا، ويخشى أن يُقلّل منه بسبب تعرضه للتنمر في صغره (رغم أننا جميعًا مررنا بطفولة صعبة).
يتحسس حرفيًا من أي شيء، وإن حدث ذلك، يغضب غضبًا مبالغًا فيه، وقد يلجأ إلى العنف الجسدي، وهو يحمل ضغائن.
أراه جبانًا، لا يستطيع أن يرفع صوته إلا على أمي، أما أمام أبي وإخوته الأكبر سنًا فلا يجرؤ، رغم أنه يبرّها، إلا أنه لا يتأدب معها، وأكره صوته المرفوع دائماً حتى على أتفه الأشياء، والأصوات العالية يصعب عليّ تحمّلها، وتثير في نفسي القلق، بسبب المشاكل والصراخ الدائم في المنزل منذ ولادتي. الآن الوضع هادئ، لكن يبقى هو مصدر التوتر.
أحيانًا أودّ أن أدعو عليه، لكنني أخاف أن يكون ذلك دعاءً فيه اعتداء، وليس لدي طاقة لأدعو له بالهداية.
وعندما بدأت أتجنّب الاحتكاك به قدر المستطاع، وأجيب فقط بـ"نعم" أو "لا" إن سُئلت، صار يتعمّد استفزازي أحيانًا، ويحاول انتزاع أي كلام زائد مني، وإن تجاهلته، يتهددني.