السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد سبق لي أن أرسلت لكم لكن دائماً كنت أتردد أن أطرح عليكم مشكلتي هذه؛ لأنكم قد لا تصدقونني، ولكن والله هي الحقيقة، فهي نادرة جداً، ولن أطيل عليكم.
المشكلة تكمن في أبي، أرجو من الله أن يسامحني على ما سأقول، لا أعرف كيف أبداً، فلربما لن أنتهي من الكلام، رغم أنه لم يتركنا وأنفق علينا المأكل والمشرب، إلا من ناحية التربية على الأخلاق والسلوك الحسن فلم يفعل معنا هذا، فنحن عائلة تتكون من (4) بنات وولدين، وأنا أتكلم بالنيابة عنهم.
أبي كان لا يحسن معاملتنا أبداً، وحتى أمي المسكينة التي صبرت لأجلنا كان يضربها ويشتمها ويضربنا نحن أيضاً ولا يهتم لدراستنا أو ماذا فعلنا في الامتحانات، تصور: لا يعرف حتى القسم الذي ندرس فيه! ويقول دائماً: ما دمت حيّاً فلن تعرفوا السكينة أبداً ولا راحة البال، ولن تنفعكم دراستكم في أي شيء، حيت يقول بأنه نادم أشد الندم لكونه تزوج وأنجب الأولاد! أنا لست بحاجة لهم! لن يجلبوا أي خير! فهو يحتقرنا ويقلل من شأننا أمام الناس حتى فقدنا الثقة في أنفسنا، وكان يضربنا من دون سبب، فقط لأن مزاجه عكر، والغريب في الأمر هو أنه يصلي ويقرأ القرآن ويصلي الفجر بدون انقطاع، ويقوم بالفرائض، ولكن كل هذا لأجل الناس لكي يقولوا: هو رجل مسكين مؤمن وصالح، حيث إنه حين يذهب إلى المسجد ليصلي يتخذه ذريعة ليراقب الناس، ويرى ماذا فعل فلان ويتكلم في الناس كثيراً، حتى إنه يحسد من رآه قد تحسنت ظروفه، يحسدهم لأبسط الأشياء، كذلك يتكلم في أعراض الناس وشرفهم رغم أنه يصلي ويعرف ما ينهى عنه الله ورسوله، لا يطبقه بتاتاً ولا يعمل به، فكل الصفات السيئة متوافرة فيه.
فنحن نكرهه كرهاً شديداً، فكل الناس تتحاشاه بعد أن تعرف حقيقته، فهو منافق له وجهان، حيث إنه تسبب في طلاق أخت أكبر مني، وأظنه مريض نفسياً؛ لأن هذا غير طبيعي ولا يعقل، ومن يصدق هذا، بل نحن نحسد على هذا الأب من طرف الناس، فهو لا يريد لنا زواجاً ولا منصباً مرموقاً ولا حياة سعيدة، والله لقد حيرنا معه، لا نعرف ماذا يريد منا أن نكون؟! نحن نخاف منه كثيراً ونضطر لأن نخفي عنه.
أنا الآن خائفة ماذا سيحصل إذا فكرت أن أعمل في المستقبل؟ كيف سأتعامل معه؟ أرشدوني من فضلكم، فقد ضاقت بنا الحيل، وأمي التي أجدها دائمة البكاء وأصبح صبرها ينفد فنحن نخاف على صحتها، دائماً ينكد علينا، لا نحس بأي عاطفة نحوه.
من يفهمنا؟ فهو يخلق لنا مشاكل كثيرة مع الناس؛ أعينوني أعانكم الله، ما ذنبنا نحن معه؟! حسبي الله ونعم الوكيل.
أعتذر عن الإطالة رغم ذلك، فالحديث طويل ولم أقل كل شيء، وشكراً.