الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو الجواب الأمثل عند الحوار مع غير المسلمين؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب مغتربٌ أدرس بالديار اليابانية، وأسئلكم الدعاء أن يوفقني الله لأعود لوطني وأخدم ديني.

سؤالي هو: أنه أتيحت لي الفرصة لأتحدث مع اليابانيين - وأغلبهم ليست له ديانة - وأحاول دائماً شرح الإسلام لهم، غير أنهم يطرحون علي أسئلةً لا أعرف بماذا أجيبهم، فمثلا يسألونني:

- لماذا أنزل الله الديانات السماوية في الشرق الأوسط فقط؟

- لماذا يريد منا الله أن نعبده؟

- غالباً ما تكون الأسرة هي السبب الرئيسي في توجيه الأبناء الديني، فلماذا سيدخل الجنة المسلمون فقط؟

أعينوني أعانكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم نحن سعداء بطلابٍ يحملون همَّ الدعوة إلى الله، ويرغبون في هداية غيرهم، ومرحباً بك في موقعك وبين آباء وإخوان يسألون الله لك التوفيق والسداد، والهداية والثبات.

ولعله لا يخفى على أمثالك دور القدوة الحسنة في دعوة هؤلاء، فأحسن معاملتك معهم، ولاطفهم، وأظهر لهم ما في الإسلام من جمالٍ وكمال.

واعلم بأننا نُؤثر في الناس بأفعالنا أكثر من أقوالنا، والمسلم داعية لإسلامه بسَمته وأخلاقه، وداعية إلى الله بأقواله وأفعاله.

ولا شك أن الشرق الأوسط هو مركز العالم، وهو موطن الثقل السكاني في العالم القديم، والله تبارك وتعالى أرسل رسله إلى أقوام تسكن في تلك المناطق، وربما يكون قد خص غيرهم بأنبياء لا نعلمهم ولكن الله يعلمهم، فهو سبحانه أعلم حيث يجعل رسالته.

وقد اتفق العقلاء والفضلاء أن الدين فطرةٌ في النفوس، وذلك لحاجته للحماية والأمن والسكينة، وما من إنسان على وجه الأرض إلا وله دين، بصرف النظر عن كون هذا الدين حقاً أو باطلاً، وإذا كان الدين حاجة فطرية فإن الذي خلقنا سبحانه أشبع في نفوسنا تلك الفطرة، فأرسل الرسل ليدعوننا إلى عبادته وحده سبحانه، حتى لا يحصل التنازع والاضطراب بتعدد الإله، وإذا كان الله سبحانه هو الخالق الرازق المحيي المميت فهو أولى بالعبادة، خاصة إذا علمنا أن كل إنسان لابد له من رب يلجأ إليه عند ضعفه وحاجته وفاقته، فدل هذا على أن العبادة ضرورة نحتاج إليها لتصلح أمورنا ولتتحد أفكارنا وتوجهاتنا، فلا يحصل النزاع والاختلاف، كما أن العبادة هي في حقيقتها شكر للمنعم على نعمه، فمن لم يشكر كان جاحداً ظالماً، وهذا القدر متفق عليه بين العقلاء.

وأرجو أن تعلم أن الناس عند الكوارث يلجأون إلى الله، قال تعالى: (( وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ))[الإسراء:67]، والكفر هو التغطية لتلك الحقيقة، والذين يعبدون الأصنام قالوا: (( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى))[الزمر:3].

فإن دخول الجنة يكون لمن آمن بالله وصدق المرسلين، فإن أرادوا دخول الجنة فعليهم التصديق بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والذين يدخلون الجنة من قبائل مختلفة وبلاد مختلفة وألوان مختلفة؛ لأنها دار أعدها الله لمن أطاعه، ولا يدخل الجنة إلا من يؤمن بالرسل جميعاً، ويصدق بأنهم رسل الله، ثم يتبع خاتم الأنبياء والمرسلين.

ختاماً: نصيحتي لك بالاستمرار في الدعوة إلى الله، والاستعانة بإخوانك الدعاة الذين سبقوك في هذا الطريق، مع تعلم ما يهمك في أمر دينك ودعوتك، وفقك الله إلى كل خير.

وبالله التوفيق.
--------------------------------
ملحوظة:
يمكنك الاستفادة من مواقع الإنترنت المختلفة في الدعوة إلى الله تعالى، مثل:
Http://sultan.org/ ، وغيره من المواقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات