الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اقتربت من الشفاء من القلق والاكتئاب ولكن أعاني من الخمول وكثرة النوم

السؤال

السلام عليكم.

السيد الدكتور: محمد عبد العليم.

عانيت لفترة طويلة من قلق مزرٍ, ونوبات هلع، تناولت خلالها الكثير من الأدوية، وبعد عزلة عن المجتمع لثلاث سنوات تعافيت من نوبات الهلع، ولكن أصابني اكتئاب شديد، وعدم قدرة على ممارسة الحياة بشكل طبيعي؛ نظرا لطول فترة العلاج.

ذهبت لأحد أكبر الأطباء في مصر, ووصف لي الدواء التالي:
(كلوزابين ,25 وبروثيادين 75, وديباكين200) جميعها قبل النوم، وقد استفدت جدا من هذا المجموعة، وخصوصا دواء (كلوزابين)؛ فهذا الدواء على الرغم من المحاذير حوله إلا أني بعد كل هذه التجربة أرى أن هذا الدواء هو الأقوى في علاج القلق, والوساوس القهرية, وحتى الاكتئاب، وخصوصا في قدرته على إزالة الميول الانتحارية.

للعلم: هذا بعد تجربتي الطويلة مع أدوية الاكتئاب الحديثة بكل أنواعها تقريبا،
ولكن الخمول, وكثرة النوم تلازمني طيلة اليوم، وهو ما أرجو من سيادتكم التكرم بالنظر فيه، فقد فكرت في إضافة البروزاك بجرعة 20, ولكني أخاف أن يكون له تفاعل سلبي مع الكلوزابين، وهو ما لسيادتكم الرأي فيه، وكذلك لا يمكنني مراجعة الطبيب؛ حيث إنه لا يقبل النقاش أبداً.

لذا أرجو من سيادتكم التكرم بوصفة طبية، مع السماح بمراعاة التالي:
1. أن تشتمل وصفتكم على دواء (كلوزابين).
2. إن أشرتم بإضافة إحدى أدوية ssri فأرجو استبعاد المودابكس، سيرترالين، لعدم مقدرتي على تحمل أعراضه الجانبية، وأفضلها لي هو البروزاك.

وفي النهاية: وفقكم الله, وجزاكم خيراً لما تقدمونه من مساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن رسالتك واضحة، وأنا سعيد جدًّا أن أسمع أن حالتك قد تحسنت بالمجموعة الدوائية المكونة من البروثيادين, والكلوزابين, والديباكين، وأقول لك" ما شاء الله, يظهر أنك متبحر جدًّا في معرفتك بخصائص هذه الأدوية، فميزة الكلوازبين، والتي تتمثل في أنه يقضي على الأفكار الانتحارية, هذه لا يعرفها حتى بعض المختصين، فقد أحسنت, وجزاك الله خيرًا على ذلك.

موضوع الخمول الشديد الذي تعاني منه ربما تكون أسبابه كثيرة، مثلاً الكلوزابين، وكذلك البروثيادين هي أدوية في الأساس قد تؤدي إلى شيء من النعاس, والشعور بالخمول في بعض الأحيان، هذه الأعراض تكون في بداية العلاج، بعد ذلك تقل حدتها، لكن قد تستمر مع بعض الناس؛ لذا أنصحك بأن تتناول الكلوزابين، وكذلك البروثيادين، وحتى الديباكين في وقت مبكر من الليل، فهذه طريقة جيدة جدًّا وممتازة جدًّا.

كما أنني أنصحك بممارسة التمارين الرياضية، فهي تجدد الطاقات, ولا شك في ذلك، الرياضة ترمم خلايا الدماغ، تؤدي إلى إفرازات لمواد ذات طبيعة إيجابية جدًّا في زيادة التواصل ما بين الخلايا الدماغية، وهذا يعود بنفع كبير جدًّا على الإنسان، خاصة فيما يتعلق بصحته النفسية، فكن حريصًا على هذه الإرشادات، كما أنه لا مانع من أن تتناول كوبا من القهوة المركزة في الصباح، فهذا -إن شاء الله تعالى- يجدد لديك الطاقات.

بالنسبة لإضافة عقار بروزاك من عدم إضافته: حقيقة الأدوية من مجموعة (SSRI) لا يُنصح أصلاً تناولها مع الأدوية ثلاثية الحلقة, أو رباعية الحلقة, مثل: البروثيادين، أنا لا أقول: إن ذلك أمر ممنوع، لكنه ليس مستحبًا، وأنت -ما شاء الله- بما أن لديك معرفة في تفاصيل الأدوية فربما تكون اطلعت على هذه المعلومة.

وأمر آخر هو: أن الكلوزابين والديباكين هي أدوية مثبتة للمزاج أكثر من أنها معالجة للاكتئاب، وهذا يجعلني أقول: إن الطبيب ربما يكون استشعر أن لديك شيئا من ثنائية القطبية في حالتك، هذا ربما يكون قد لاحظه الطبيب، ولا تنزعج لهذه النقطة أبدًا، هي مجرد نقطة أكاديمية, لكن رأيتُ أيضًا من الواجب أن أذكرها، وإذا كان لديك أي شيء من ثنائية القطبية، خاصة من الدرجات البسيطة فربما يدفعك البروزاك نحو القطب الانشراحي، وهذا -بلا شك- لديه عواقب سلبية على صحتك النفسية.

أنا أعتقد أن تطبيق ما ذكرته لك من إرشاد, والاستمرار على نفس الأدوية ربما يكون هو الأرشد، وربما يكون هو الأفضل، وطبيبك بالرغم من أنك ذكرت أنه لا يقبل النقاش، أعتقد أنه سوف يقبل النقاش؛ لأن النقاش أصلاً هو حاجة وعلاقة إنسانية بين الناس، حين تذكر له بكل ذوق بأن تقول له: ( قد تحسنتُ وبصورة ممتازة، لكن تأتيني بعض المشاعر الاكتئابية في بعض الأحيان، حاولتُ التغلب عليها معرفيًا، ولكني لم أستطع أن أصل إلى ذلك، فهل يمكن أن يضاف علاج آخر مضاد للاكتئاب؟ أعتقد أن هذه لغة طيبة ومقبولة جدًّا، ولا أعتقد أن المختص سوف يرفضها).

أنا في بعض الأحيان أنصح الناس في حالات الهفوات الاكتئابية هذه، والقلق أن يتناولوا عقار (صفامود), والذي يعرف أيضًا بـ (عشبة القديس جون), وهو موجود في مصر, هو دواء قريب جدًّا للبروزاك, لكنه أقل في فعاليته، فهنا على الأقل نضمن -إن وجدت ثنائية قطبية- أنه لن ينحدر الإنسان نحو القطب الهوسي.

هذا مجرد اقتراح أنا أذكره، وبعض الناس أيضًا ينصحون بعقار (وليبوترين), وهو (الببربيون), وهو دواء جيد جدًّا مضاد للاكتئاب، ويعرف أنه يحرك الطاقات, ويجددها لدى الناس، كما أنه لا يزيد الوزن، وقد يحسن الأداء الجنسي لدى بعض الناس, لكن عيبه الوحيد هو أنه حين يتم تناوله بجرعة كبيرة ربما ينشط البؤرات الصرعية الخامنة والكامنة، لكن بما أنك تتناول الديباكين فإن شاء الله تعالى لن يحدث شيء من هذا أبدًا.

واليبوترين بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجرامًا) في اليوم ربما يكون أيضًا حلاً معقولاً.

فإذن أمامك كثير جدًّا من الخيارات, أسأل الله تعالى أن ينفعك بما تختاره منها، وأنا سعيد جدًّا حقيقة لرسالتك الطيبة هذه.

وانظر العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 )

أسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا محمود

    ربنا يشفى كل مريض

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً