الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي أصيبت فجأة بضعف الاستيعاب... فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أستفسر عن دواء DEPAKINE 500mg أختي كانت طبيعية، وفجأة في يوم من الأيام أصبحت تتكلم عن أشياء غريبة ولا تستدرك ما تقول! وإذا قلت لها شيئا تعكسه ولا تستوعب، وهي قبل أن تمرض بهذا المرض كانت لا تنام، ودائما تسهر لا إراديا، وقد تم الطلب لخطبتها قبل المرض بأسبوع.

ذهبنا للدكتور النفسي وأعطاها هذا الدواء، وبعدها بأسبوع أو اثنين بقيت في حالة حسنة، ولكن هي لم ترد الاستمرار بهذا الدواء، فقد قرأت عن النت أنه خطر عليها، وقد قالت لها ممرضة لا تستخدميه إنه خطر على الأبناء إن تزوجت، فتركت الدواء، وبعد سنة عاد مرة أخرى، وفعلنا نفس الشيء، وهي رافضة العودة للدواء، فماذا تنصحون؟ ما سلبيات هذا الدواء؟ وهل فعلا يسبب تشوها للأطفال؟ وهل يستخدم لحالات الصرع؟

علما أنها تقريبا سوف تتزوج بعد سنة -إن شاء الله-.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أختك.
من المفترض أن يشرح الطبيب المعالج الحالة لأختك، خاصة بعد أن تحسنت حالتها، وأصبحت مستوعبة للأمور ومرتبطة بالواقع، لأن المريض من حقه أن يتفهم طبيعة حالته، وهذا يساعده كثيرًا على التعاون مع العلاج.

أنا حقيقة لا أحب أن أعطي تشخيصات حول مريض لم أقم بفحصه، وفي نفس الوقت لابد أن نحترم الضوابط الأخلاقية ونحترم خصوصيات الناس؛ ولذا نكون حذرين بعض الشيء في وضع التشخيص كما ذكرت لك، لكن لا شك أنك منطلق من حسن النية وتريد الخير لأختك ونحن كذلك.

الصورة التي عكستها وحسب الوصف الذي ورد أعتقد أن أختك تعاني من حالة تسمى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، حالة كثرة الكلام والحديث في أشياء غريبة واضطراب النوم هي حقيقة سمة أساسية أو محور أساسي من محاور الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وعقار دباكين وخاصة (دباكين كرونو) يعتبر من الأدوية الممتازة لعلاج هذه الحالة فهو من مثبتات المزاج المعروفة.

هذا الدواء أول ما تم اكتشافه ودخل إلى أسواق الدواء كان لهدف علاج مرض الصرع، ولا زال يستعمل لعلاج هذا المرض، ولكن بعد ذلك عن طريق الصدفة (قدرًا) اكتشف أنه من الأدوية التي تثبت المزاج، فهو مفيد جدًّا لحالة أختك، وهذا الدواء يعمل على ما يعرف بالموصلات العصبية في الدماغ، والدواء مفيد جدًّا.

بالنسبة لاستعمال الدواء في الحمل، لا يستعمل باستعماله في فترة تخليق الأجنة، وهي فترة الحمل الأولى التي تصل إلى أربعة أشهر، وتوجد أدوية أخرى بديلة.

أختك أصيبت بالنكسة الثانية، وهذا يُحتم أن تكون على جرعة وقائية، وإن رفضت عقار دباكين، فتوجد أدوية بديلة جدًّا، يوجد عقار: سوركويل، إبليفاي، تجراتول، زبركسا، رزبريادون، هنالك أدوية بديلة كثيرة جدًّا يعرفها الأطباء، وعليه الذي أرجوه منك هو أن تنصح أختك بأن تراجع الطبيب.

حاول أن تنتهج معها منهج اللطف واللين، وأن لا نشعرها بأنها مريضة، وأنا على ثقة تامة أن الطبيب سوف يبني علاقة علاجية جيدة معها، ومن خلال ذلك يتم إقناعها لتناول الدواء، فالذي أنصحك به هو أن تفاوض أختك في الذهاب إلى الطبيب، والحمد لله يوجد قسم بالطب النفسي في مؤسسة حمد متميز جدًّا، ويوجد أطباء لهم عيادات خاصة.

المهم في الأمر أن هذه الحالة يمكن علاجها ويمكن علاجها بصورة جيدة جدًّا، وأختك محتاجة لجرعة وقائية وليست لجرعة علاجية، والجرعة الوقائية تتميز بأنها تمنع -إن شاء الله تعالى- حدوث الانتكاسات.

معظم مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية حين يُشرح لهم طبيعة حالتهم بواسطة الطبيب الثقة والمقتدر تجدهم يتعاونون جدًّا في تلقي العلاج.

أسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق، ونشكرك على اهتمامك بأمرها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً