الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمر بالمحافظة على الصلاة في وقتها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالب ثاني ثانوي، والدراسة على الأبواب، لهذا قررت الاستفسار، فكما هو معلوم ليس لديَّ الفراغ الكافي لأداء صلاتي الظهر والعصر في وقتهما، فماذا يجب علي فعله؟ هذا من جهة.

ومن جهة أخرى: فإن أبي توفاه الله تعالى منذ ثلاثة أشهر تقريبًا بمرض السرطان، وكلما أتذكره تفيض عيناي بالدمع، فهل صحيح أن هذا يعذبه في قبره؟ فأنا لا أرجو ذلك، كما أني أحب الدعاء له دوماً، فما هي الأدعية المستحبة في ذلك؟ ولكم الشكر على مجهوداتكم، وجزاكم الله عنا كل الخير.
أرجو الرد في أقرب وقت ممكن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ joujou حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك - أخي الحبيب - في موقعك إسلام ويب، وكم يسرنا تواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك بحفظه.

بخصوص ما ذكرتَ من جمع الصلاة من أجل الدراسة نقول: لا يخفى عليك – أخِي الحبيب - أن الصلاة أمرها عظيم، وشأنها في الإسلام كبير، وقد قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} والأصل في الإسلام أن تكون على وقتها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حين سُئل: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ: (الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا). وجاء في المحافظة على صلاة العصر خاصة قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}.

وعليه فإن الأصل المحافظة عليها في أوقاتها، وعليك - أخي الفاضل – بذلك كل ما يمكن من أجل الحفاظ على الصلاة التي هي رأس الأمر وعموده، مع الاعتقاد أن البركة في الوقت ليست بطوله أو قصره، بل بقدر اقترابك من الله عز وجل، فقد يبارك الله تعالى لك في الوقت القليل فتحصل أضعاف ما يقوم به بعض إخوانك ممن فرطوا في حق الله عز وجل .

أما إذا تعذر ذلك في وقت ما، وبذلت من الأسباب ما تحاول الحفاظ على الوقت ولكن تعسر الأمر عليك فلا حرج عليك في الجمع بين الصلاتين، فقد روى مسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: (جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ. فقيل لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: كَيْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ) أي: لا يدخل عليهم الحرج والمشقة.

أما حديثك عن عذاب المتوفى ببكاء أهله عليه، فالمراد منه ما كان على سبيل النياحة - أي رفع الصوت - أما دمع العين فهذا لا يضر، فقد قال - عليه الصلاة والسلام - لما مات ابنه إبراهيم: (العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون).
وأما الدعاء: فقل ما وافق فيه قلبك لسانك، واعلم أن الله قريب مجيب الدعاء حيث قال: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} وقال: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيبُ دعوة الداعِ إذا دعانِ}.

نسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يرحم موتانا وموتاكم وموتى المسلمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً