الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصلي وأنتكس .. فكيف أحافظ على الصلاة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أصلي فترة وأنتكس فترة، ولكن عندما أمشي بجانب مسجد أو أسمع القرآن أتذكر آيات الله المتوعدة لتاركي الصلاة، وأندم، ولكن تمر ساعات وأنسى كل شيء، وأرجع إلى المعاصي، أرجوكم ساعدوني، ولا تدعوني أهلك في المعاصي والذنوب، وأكون من أهل النار، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عصام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلا بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يهدينا وإياك إلى صراطه المستقيم.

أخي الحبيب: لا يخفاك أن الصلاة عمود الدين وركنه القويم، وهي الفارقة بين الكفر والإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بين الرجل وبين الكفر ـ أو الشرك ـ ترك الصلاة) أخرجه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) وأهل العلم قد ذكروا أن تارك الصلاة لا حظ له في الإسلام، مستدلين بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة) وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم كما قال عبد الله بن شقيق: لا يرون من الأعمال شيئاً تركه كفر إلا الصلاة.

هذا أخي الحبيب فيمن ترك الصلاة بالكلية، أما المتكاسل المضيع حق الله فقد قال الله عنه: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} وقد قيل إن الويل واد في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه، نسأل الله السلامة والعافية.

إن ترك الصلاة والتهاون فيها من المعاصي العظيمة، ومعلوم أن عقوبات المعاصي لها آثار سلبية على الفرد، من ذلك كما ذكر ابن القيم أنها تزيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة، فتزيل الحاصل وتمنع الواصل، فإن نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته، ولا استجلب مفقودها بمثل طاعته، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ومن عقوبة المعاصي أيضاً: سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله، وعند خلقه، فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وأقربهم منه منزلة أطوعهم له، وعلى قدر طاعة العبد تكون له منزلة عنده، فإذا عصاه وخالف أمره سقط من عينه، فأسقطه من قلوب عباده، ومن العقوبات التي تلحق تارك الصلاة: سوء الخاتمة، والمعيشة الضنك، لعموم قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى}.

والظاهر من خلال حديثك أنك تشعر بالذنب، ومحور شكواك في الانتكاسة التي تعتريك حين تريد تتقدم، والسبب في ذلك أخي الحبيب أن تقدمك لم تراع فيه جوانب عدة نريد أن نشير إليها:

1- ألا تتعامل مع الصلاة على أنها تكليف ثقيل عليك، بل تعامل معها على أنها صلة وقربة بينك وبين الله، وأن يكون اللقاء هدفه إشباع الجانب الروحي لديك، وأن تكون مع الصلاة كما قال رسول الله لبلال(أرحنا بها يا بلال) ويعينك على هذا استحضار عظم من بين يديه تقف، ومن إذا طلبته أجابك، وإذا استنصرته نصرك، ومن منّ عليك بالنعم، وعافاك من كثير من النقم، بهذا يقوى هذا الجانب، أما إذا تعاملت معها على أنها تكليف وواجب تؤديه ستمل بعد قليل وتبتعد بعد القرب.

2- احرص على التعارف مع جماعة المسجد الذين يداومون على الصلاة فيه، واجعل بينك وبينهم علاقة، بحيث إذا غبت فقدوك وسألوا عنك.

3- احرص على أن تكون صحبتك صالحة، واحذر من أصحاب السوء، فإنهم يزينون الباطل ويجرونك إلى المعاصي دون أن تشعر.

4- عاقب نفسك، افرض على نفسك عقوبة تفعلها إذا تغيبت عن صلاة الجماعة، كأن تصوم يوما، أو تتبرع بمبلغ، أو تصلي سبعا وثلاثين مرة مقابل الفرض الذي تغيبت عنه، ويستحب أن تعلم أصحابك وأصدقاءك المقربين بذلك حتى يعينوك على أداء ما أوجبته على نفسك.

5- احرص على أن تتعرف على شيخ مسجدكم، ولا بأس أن تشرح له حالك وأن توصيه أن يتعهدك بالمتابعة أو يتعاهدك بالعلم، فالعلم عاصم والجهل مهلك.

6- ابتعد عن المعاصي، فالمعاصي قيد يثقلك عن العمل.

7- أكثر من الدعاء لنفسك أن يشرح الله صدرك للخير وأن يوفقك للطاعة، وأن يتوب عليك، فالدعاء سر له أثره، وكذلك اجعل والديك وأهل الصلاح يدعون لك.

وفقك الله أخي الحبيب، وردك إلى الله سالما غانما، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس سلمى

    شكرا لك

  • مصر محمود حسنى

    اشكرك شكرا جذيلا واتمنى لك دوام الصحة والعافية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً