الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والوسواس وأخاف أن يتطور ويعكر حياتي، ما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على مجهودكم، وأريد أن أستشيركم:
أنا شاب أبلغ من العمر (25) سنة، ومنذ (3) سنوات أتاني وسواس وقلق الخوف من الجنون، وشفيت منه -بفضل الله- من دون علاج دوائي، والآن عاد لي الوسواس نفسه، ودائمًا أسأل نفسي: كيف أتكلم؟ وكيف أفكر؟ أتصفح على النت: كيف ينطق ويفكر الإنسان؟ وكيف يعمل العقل؟ لكي أطمئن نفسي، وتارة أغلبه، وتارة يغلبني.

أنا مقبل على سفر وحياة جديدة، وخائف من أن يعكر هذا القلق والوسواس صفو حياتي، أنا أعي أنه وسواس، ولكن كلما أتاني؛ أشعر بالضيق والاكتئاب.

أخاف من العلاج الدوائي بسبب آثاره الجانبية، هل سأشفى من هذا الوسواس والقلق نهائيا؟ وهل من الممكن أن يتطور الوسواس والقلق -لا سمح الله- إلى مرض عقلي؟ وهل يوجد دواء نفسي لا يوجد به آثار جانبية؟

أرجو المساعدة، وجزاكم الله كل خير عنا، وأشكر القائمين على موقع إسلام ويب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس القهري عادة يكثر في هذا السن، أي أوائل العشرينيات، ويكون إمَّا في شكل أفكار متكررة، لا يستطيع الشخص أن يتخلص منها، بالرغم من مقاومته لها؛ ممَّا يُسبب له قلقا وتوترا، وأحيانًا يكون في شكل أفعال، وهذه الأفعال تكون للاستراحة من الأفكار المتكررة، وعادةً يأخذ الوسواس القهري عدة مسارات، فينشط أحيانًا وتزداد حِدَّته لفترة معينة من الوقت، ثم قد تختفي الأعراض نهائيًا، وقد يعود مرة أخرى بصورة أقل أو أكثر حِدَّةً، وغالبًا كلما اقترب الشخص من سِنِّ الثلاثين؛ تقلَّ حِدَّة النوبات، وهذا يحدث دون علاج.

الوسواس القهري الاضطراري له نوعان من العلاج: علاج دوائي وعلاج نفسي، والعلاج النفسي هو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، وفي حالة الأفكار المترددة يُعرف باسم (محاولة إيقاف الأفكار المتكررة) وذلك بالصراخ، بصوتٍ داخلي: (قف، قف، قف).

كذلك يتم العلاج بتعلُّم جلسات الاسترخاء، إمَّا الاسترخاء العضلي أو الاسترخاء بالتنفُّس العميق.

أما الأدوية فهناك أنواع كثيرة من الأدوية التي تُساعد في علاج الوسواس القهري الاضطراري، وتتفاوت آثارها الجانبية من دواءٍ إلى آخر، ومعظم الآثار الجانبية تكون في شكل اضطرابات للمعدة أو زيادة للوزن، ولكن هناك دواء أقلّ آثارًا جانبية، وهو ما يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) كبسولات عشرين مليجرامًا، كبسولة يوميًا بعد الإفطار، هي أقل الأدوية آثارًا جانبية، وتأتي فوائدها عادةً بعد أسبوعين، ويحصل التحسُّن في خلال شهرين، ويمكن الاستمرار على تناوله من ثلاثة إلى ستة أشهر.

فإنني أرى أن تحاول تناول هذا الدواء؛ لأنه ليس له آثار جانبية كبيرة أو مزعجة، مع جلسات استرخاء، مع علاج سلوكي، وإن شاء الله تعالى تساعدك هذه الأشياء.

الوسواس القهري الاضطراري هو مرض نفسي من اضطرابات القلق، ولا يتحول إلى مرض عقلي تحت أي شكل من الأشكال. الأمراض العقلية هي مرض الفصام، وتكون أعراضها الذهان مثل الضلالات الفكرية والهلاوس، والوسواس القهري الاضطراري لا يتحول إلى مرض عقلي.

وفَّقك الله، وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً