الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في التبول هل من الممكن أن تكون من الوسواس؟

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني من الوسواس والأفكار التسلطية، والآن آخذ دواء زولفت جرعة 100 في اليوم، ولكن عندي إحساس دائم بالرغبة في التبول، وحتى لو أمسكت نفسي عن التبول لعدة ساعات أكون غير مرتاحة، وعندما أتبول أجلس قرابة 20 دقيقة في الحمام؛ لأن بعد الانتهاء من البول تنزل نقاط بول أخرى، وأحس بأنني أريد أن أتبول مرة أخرى، هذا الإحساس يزعجني، وعندما يكون عندي غازات أو إمساك يزيد الإحساس بالتبول، وأحس طوال الوقت بأن المثانة ممتلئة.

ذهبت للطبيب، وكانت التحاليل سليمة، وأعطاني دواء لانقباض المثانة لا أذكر اسمه، ولم أستطع أن أكمله لأنه كان يسبب لي جفافا شديدا، حتى لو أردت أن أصلي صلاتين بوضوء واحد لا أستطيع بسبب ذهابي بكثرة إلى الحمام والإحساس المزعج، حاولت أن أتجاهل هذه الحالة ولكن عندما أنام أستيقظ وأذهب إلى الحمام، وأحس أنني سأتبول على نفسي إن لم أذهب.

كلما أردت التبول أحس بأن هناك شيئاً مثل الغائط -أعزكم الله-، ولكنه لا يوجد شيء، فقط إحساس بأنه هناك غائط، فأنا لا أرتاح حتى في النوم، أرجو أن تفيدوني، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Rwan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الحمد لله تعالى أنه يظهر أن الأفكار التسلطية قد انتهت، ويجب أن ينتهي هذا الفعل الوسواسي الآن أيضًا.
أولاً: يجب أن تفهمي أن الشعور بالإلحاح بالذهاب للتبول هو شعور وسواسي، وربما يكون لديك ما يُعرف بالمثانة العصبية، وهي دائمًا ترتبط بالقلق وبالوسوسة.

من أفضل أنواع العلاجات هي أن تمارسي تمارين الاسترخاء، وتمارين تقوية عضلات البطن مفيدة جدًّا، وأن تُحتّمي على نفسك تحديد الوقت الذي تقضيه في الحمَّام لقضاء الحاجة، يجب أن تكوني صارمة مع نفسك تمامًا، خمس دقائق، عشر دقائق، لا تزيد ولا تنقص... وهكذا.

أريدك أيضًا أن تذهبي إلى أماكن مثلاً مع إحدى قريباتك أو مع أحد من محارمك أو صديقة، اذهبي إلى مكانٍ للسوق مثلاً أو للحديقة، لا يكون فيها مكان لقضاء الحاجة ولا دورة مياهٍ، واقضي أكبر وقتا ممكنا، طبِّعي نفسك على هذا. دراسات كثيرة جدًّا - ومن خبرتنا العملية - اتضح أن القلق الوسواسي العُصابي المتعلق بالرغبة في التبول يزداد ويشتد إذا ضمن الإنسان أن دورة المياه بالقرب منه، أما إذا عرف أنها بعيدة عنه فغالبًا لا يشغل نفسه بهذا الأمر، أرجو أن تُدربي نفسك على هذا التمرين السلوكي يوميًا، مع تطبيق تمارين الاسترخاء، وتمارين تقوية عضلات البطن، وحاولي أن تشربي كمية كبيرة من الماء في أثناء النهار، وتحصري البول هذا أيضًا يعطي للمثانة سعة جيدة.

عقار (زولفت) ممتاز بهذه الجرعة، ويمكن أن يُضاف له عقار (أنفرانيل) والذي يُسمَّى علميًا (كلوإمبرامين) بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، لأنه أيضًا عقار تجفيفي، بمعنى أنه يُقلل من التبول، وفي ذات الوقت هو داعم للزولفت، ويُعرف أن الأنفرانيل في حدِّ ذاته مُضادٌّ للوساوس، لكن إذا أعطيناه لوحده يجب أن تكون الجرعة كبيرة، مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا، لكن في حالتك كجرعة تدعيمية أريدها أن تكون خمسة وعشرين مليجرامًا فقط، ولا مانع أن تستشيري طبيبك في هذا الأمر.

احرصي ألَّا يجد الوسواس أي ثغرة يدخل منها، هو مرض ذكي جدًّا، ينتهز الفرص، حقِّريه، وضيِّقي عليه، وأسألِ الله تعالى أن يُذهبه عنك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً