الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعجاب بممثل أجنبي ودعوته إلى الإسلام.

السؤال

لقد كنت معجبة بأحد الممثلين الأجانب، وكنت أفتح صفحات الإنترنت التي تتحدث عنه، وفتحت مرة على إحدى الصفحات ووجدت عنوانه، ولكني لم أهتم كثيراً بذلك، ولكن بعد أن هداني الله -والحمد لله- وتغيرت بفضل الله إلى الأحسن جاءتني فكرة ربما تكون مجنونة وهي أن أدعوه إلى الإسلام، وأعرفه الإسلام الصحيح، وما يراه من المسلمين الآن ليس هو الإسلام وأخلاقه الذي تخلق بها الرسول الكريم وصحابته الأخيار.

مع العلم أنه كان يمثل مسلسلاً عن مغامرات سندباد، وهو - أظن - في العصر العباسي وسلوكياتهم وملابسهم وأفعالهم لا تمت للإسلام والعروبة بصلة، وأريد أن أشرح لهم كيف كان الناس في هذا العصر، لماذا كان الإسلام يقوى في هذه الفترة وفترات ضعفه؟ وأريد أن أصحح له تلك المفاهيم عن الإسلام، ولكن هل أقوم بتلك الخطوة؟ وإن قمت بها فكيف؟ أنا لا أعرف كيف أدعوه، ويستجيب لي! أنا لا أريده أن يدخل النار، وأنا أريده أن يكون أخي في الله، ويمكن أن يقوم بدور فاعل عندما يعتنق هذا الدين الجميل.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يُبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يرزقك الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعل هذه الخطوة خالصةً لوجهه الكريم، وأن يجعلك سبباً في هداية هذا الممثل وغيره.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فمما لا يخفى عليك أن الدعوة إلى الله تعالى واجبةٌ على المسلمين جميعاً رجالاً ونساءً، وأن النساء في الصدر الأول والعصور الزاهية للإسلام كان لهن دورٌ عظيم في خدمة الإسلام والدعوة إليه، بدءاً من السيدة خديجة والسيدة عائشة أمهات المؤمنين، ونساء الصحابة الأجلاء الأخيار، إلى عصورٍ متأخرة من تاريخ هذه الأمة، حتى أصاب الأمة ما أصابها من الجهل والفقر والتخلف، فعاد ذلك على جميع المسلمين، وتوقف دورهم العام عن حمل رسالة ربهم، وأصبح أعداؤهم هم الذين يحاولون إخراجهم من الإسلام وتحويلهم عنه بشتى الطرق والوسائل، فالذي تفكرين فيه إنما هو شيءٌ طبيعي جداً، بل وواجبٌ عليك وعلى كل مسلمة هداها الله لمعرفة الحق والعمل به؛ حتى تستعيد الأمة مكانتها التي فقدتها، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكون ذلك قريباً.

وأما عمّا يتعلق بهذا الممثل الأجنبي، فإن الأمر يحتاج إلى بعض التفصيل، فأول شيء هو: هل يجوز للمسلم أن يعجب أو يحب غير المسلمين؟ إن عقيدة الولاء والبراء تمنع ذلك؛ لأن من شروط لا إله إلا الله محبّة هذه الكلمة ومحبة أهلها العاملين بها، وبغض أعدائها، وعدم التعلق القلبي بهم؛ لأنهم لا يحبون الله ولا رسوله ولا المؤمنين، فهل يُعقل أن تحب مسلمة مثلك من يكره الله أو يسبّه أو ينكر وجوده أو يدعي له صاحبه أو ولداً؟! قطعاً لا يجوز ذلك بحال، لذا عليك أن تُجاهدي نفسك في طرد فكرة الحب أو الإعجاب من قلبك، وأن تجتهدي في ذلك لقوله تعالى: (( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ ... ))[المجادلة:22]، وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ))[الممتحنة:1].

والشيء الثاني: إنه لا مانع من دعوته كأي كافر من الكفار، بشرط أن تكون لديك ثقافة واسعة عن الإسلام، ومعرفة بوسائل الدعوة إليه، وأنصحك بقراءة كتاب: (كيف تدعو نصرانياً إلى الإسلام؟)، وهو متوفر في المكتبات الإسلامية لديكم، مع ضرورة أن يكون ذلك ابتغاء مرضاة الله، ولا يتوقف الأمر على غيره، وإنما اجعلي هذا هدفك لدعوة غير المسلمين جميعاً إلى الإسلام.

وفقك الله لكل خير.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً