الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب شديد ووسواس فكري ورهاب اجتماعي، فما العلاج؟

السؤال

ساعدوني القلق يكاد يقتلني، أرجوك سيدي الفاضل أقرأ رسالتي بتمعن، أنا فتاة عمري 26، أعاني منذ عشر سنوات من اكتئاب شديد، ووسواس فكري، والرهاب الاجتماعي، والقلق الشديد، ورجفة مزعجة، والتلعثم في الكلام، وضيق في التنفس، وصداع شديد، وأحس دوما بمشاعر كره للناس، وأن الناس تكرهني، وخاصة أني تعرضت في حياتي لمضايقات كثيرة من قبل الناس، ذهبت لعدة أطباء وأخذت أدوية كثيرة مثل انافرانيل، وترانكيل، ثم سيروكسات، وزولام، ثم ايفكسر، وكلونازيبام، ثم زولفت، ولورازيبام، وحاليا آخذ زولفت١٠٠: مرة واحدة صباحا، ولورازيبام 2 نصف حبة صباحا وحبة مساء.

تحسنت قليلا ولكنني لم أعد أستطيع احتمال القلق، كما أن لورازيبام لا يمكن الاستمرار عليه فترة طويلة؛ لأنه كما تعلم يسبب التعود، ولذلك:

- أريد أفضل دواء للقلق الشديد ولا يسبب الإدمان، ويمكن أخذه لفترة طويلة.
- وهل اندرال جيد للرجفة والتلعثم؟ وهل يمكن استخدامه فترة طويلة؟
- هل إضافة دواء تربتيزول مع زولفت تفيد حالتي؟
- وأيهما أفضل لحالتي زولفت أم اسيتالوبرام ؟

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يجب – أختي الكريمة – أن نُغيِّر الأطباء بدون سبب، بالذات في الحالات النفسية، يجب دائمًا أن يحاول الشخص أن يلتزم مع طبيب معيَّن، أو طبيب واحد، والمتابعة معه باستمرار، لأنه يفهم المرض الذي يُعاني منه الشخص، ويفهمه له بعد فترة، ويستطيع أن يُغيّر الدواء حسب الوضع. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى – أختي الكريمة – بعض الناس يستجيبون لأدوية نفسية بعينها، ونفس المرض لمريض آخر لا يستجيب لنفس الدواء الذي عالج غيره، وحتى الآن لم نصل لماذا يحصل ذلك.

على أي حال: الطبيب دائمًا بخبرته بعد أن يأخذ التاريخ المرضي ويعرف الأعراض والمسار يستطيع أن يصل إلى الدواء المناسب حسب أعراض المريض، فإذا كان هناك اكتئاب معه قلق فسوف يعطي الطبيب مضادًا للاكتئاب يساعد في علاج القلق، وإذا كان هناك مثلاً اكتئاب معه نومًا شديدًا فسوف يعطي الطبيب مضاد للاكتئاب مُنشِّط ولا يُهدئ.

فالمتابعة مهمة مع طبيب واحد، والصبر في المتابعة معه، لأن معظم الأدوية تأخذ وقتًا حتى تأتي بمفعولها، ولا يجب تغيرها بعد أسبوع أو أسبوعين.

نأتي الآن لحالتك في الوضع الراهن: السيرترالين هو من فصيلة الـ (SSRIS)، وقد يكون مفيدًا في علاج الاكتئاب وعلاج الوسواس القهري، ولكن لعلاج القلق ليس بتلك الفعالية، ولذلك قد يكون الـ (استالوبرام) أفضل من السيرترالين في علاج القلق. استالوبرام قد يكون أفضل في علاج القلق من الزولفت، ويجب الاستبدال بالتدرُّج، إدخال الاستالوبرام بالتدرُّج، مثلاً: إذا أنت الآن تأخذين مائة مليجرام من السيرترالين خفضي الجرعة إلى خمسين مليجرامًا، ثم أدخلي نصف حبة استالوبرام – أي خمسة مليجرام – لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك اسحبي الزولفت واستمري على عشرة مليجرام من الاستالوبرام لمدة شهرين، فإذا تمَّ زوال كل أعراض القلق فبها، وإلَّا فيمكن زيادة الجرعة إلى خمسة عشرة مليجرام ثم إلى عشرين مليجرامًا، والاستالوبرام لا يُسبب الإدمان على الإطلاق، ولكن عند التوقف منه يجب أن يتم التوقف بالتدريج، ولا يتم التوقف عنه فجأة.

وشيء أخير: لابد دائمًا من العلاج النفسي مع العلاج الدوائي، العلاج السلوكي المعرفي، العلاج النفسي التدعيمي، العلاج النفسي يؤدي إلى الاسترخاء... كل هذه الأنواع من أنواع العلاجات النفسية مفيدة جدًّا للرهاب الاجتماعي والقلق المصاحب للاكتئاب.

وللفائدة راجعي منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (272641 - 265121 - 267206 - 265003).

وفقك وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً