الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنشر العلم خارج بلادي؟

السؤال

السلام عليكم.
أريد بعد أن أكمل الدراسة أن أذهب لأعلم ما تعلمته في الكلية عن الإسلام، وإني أجد الطريق مسدوداً؛ لأني لا أعرف أحداً في الخارج، والتكاليف ليست سهلة، أخبرني -جزاك الله خيراً- كيف سأحقق هدفي؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالكافي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فنضر الله رجلاً سمع شيئاً عن الإسلام فوعاه ثم بلغه، وشكر الله لك هذه الرغبة في الخير، وهكذا ينبغي أن يكون شباب الإسلام.

ولا شك أن الدعوة إلى الله هي أشرف المهام، والدعاة إلى الله هم أطول الناس أعمارا،ً ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم، ومن واجب المسلم أن يبذل جهده في نصر الإسلام ونشره، وذلك بعد أن يؤهل نفسه للقيام بهذه المهمة العظيمة، ولابد للدعاة من مضاعفة المجهود والعمل في شكل مؤسسات ضخمة توزع فيها الأدوار، ويوضع فيها الرجل المناسب في المكان المناسب.

والإنسان يستطيع أن يؤثر ويفيد في بيئته وبين أهله الذين يعرف مواطن الخلل في حياتهم، ويستطيع أن يتعامل معهم بطريقة مناسبة، وهناك دعاة يعملون في الخارج من أهل تلك البلاد، أو ممن عاش سنوات طويلة تمكن خلالها من لغة القوم وتعرف على نمط حياتهم، ومن واجبنا نحن تقديم العون والمساعدة والدعاء والتشجيع لأولئك الدعاة حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم، كما أن اجتهادنا في الدعوة في بلاد المسلمين هو خير عون للدعاة في الخارج الذين يعانون من عدم التزام العرب والمسلمين بالإسلام.

وأرجو أن تجتهد في الدعوة إلى الله في أي مكان توجد فيه، وبأي وسيلة تتمكن منها، والله تبارك وتعالى لا يكلف الإنسان إلا حسب طاقته وقدرته، (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ))[البقرة:286]، وأنت مأجور على هذه النية الطيبة إذا صدقت فيها، وأخلصت في خدمتك لهذا الدين.

واعلم أن هذا الدين يحتاج إلى جهود كبيرة من الدعاة في كل زمان ومكان، خاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الشهوات والشبهات، والداعية إلى الله كالغيث حيثما وقع نفع، والإنسان المخلص يعمل لنصرة دينه في كل مكان وبكل الوسائل المتاحة، وهكذا كان الأنبياء والأئمة من الدعاة، يدعون إلى الله سراً وجهاراً، وليلاً ونهاراً، في الأسواق والمنتديات، وحتى في السجون كما فعل نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه.

ولا بأس من العمل في الخارج إذا كنت ممن يتقن اللغة ويدرك المداخل المهمة إلى نفوس القوم، بالإضافة إلى الفقه في الدين فهو الأساس، فإن الحماس وحده لا يكفى إلا إذا صحبه علم وحكمة، والإخلاص وحده لا يكفي حتى تكون معه متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.

ونسأل الله أن ينفع بك بلاده والعباد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً