الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر برغبة في التوقف عن المشي فهل أنا مريض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

في حالة المشي في الشارع إذا نظرت في عيون الناس أشعر برغبة في التوقف عن المشي، وأحيانا كثيرة أبطئ من مشيتي وربما أقف فعلا، مما يسبب لي الإحراج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الظاهرة التي تحدثت عنها قطعًا هي وسوسة، وليست أكثر من ذلك، والإنسان يجب ألَّا يتبع ما هو غير منطقي، إذا أتاك في شكل خاطرة أو فكرة أو صورة ذهنية، يجب أن تحقّر هذه الظاهرة، ولا تقم أبدًا بالاستجابة لها، انظر إلى عيون الناس حين يكون ذلك مطلوبًا، واعرف – أخي الكريم – أن تعابير الوجه مهمّة جدًّا كلغة تواصل مع الناس، وتبسّمك في وجه أخيك صدقة كما ورد ذلك في السنّة المطهرة، وخالق الناس بخلق حسن، ويجب أن تحقّر هذه الفكرة تحقيرًا كاملاً، ويجب ألّا تُبطئ في مشيك أبدًا.

والفكرة حين تأتيك أغلق عليها الطريق في بداياتها، أي حين تكون خاطرة، وأرجو أن تعرّض نفسك، امشي في الشوارع، وأكثر من ذلك، امشي إلى المسجد، وفي ذات الوقت إذا كان الظرف مناسبًا انظر في وجه الذي يُخاطبك مثلاً، وثق في نفسك، وهنا احجم عن الرغبة في التوقف عن المشي، لأن هنالك فعل ورد فعل، نظر في عيون الناس لكن عدم الاستجابة للوسوسة والتي تتمثل في الرغبة في التوقف، وهكذا – أخي الكريم -.

أنا أعتقد أيضًا أنك محتاج لتزيد معدّلك في التواصل الاجتماعي، أن تقوم بالواجبات الاجتماعية، أن تشارك الناس في الأعراس، في الأفراح، أن تزور المرضى، أن تمشي في الجنائز، أن تقدّم واجبات العزاء، أن تجتمع مع أصدقائك متى ما كان ذلك مطلوبًا، أن تصل أرحامك... عملية التمازج الاجتماعي هذه والتفاعل الاجتماعي تجعلك أكثر إِلفة للناس ممَّا يُقلل كثيرًا أو يزيل تمامًا هذه المشاعر الوسواسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً