الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعالج مشكلة الخجل والارتباك عند الحديث مع الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 25 سنة، موظف وأموري في الحياة جيدة -ولله الحمد-، ولكن لدي مشكلة واحدة وهي عدم معرفة التواصل مع الناس أو تكوين علاقة ناجحة، علما أنني إنسان متفائل ولست محبطا، وأحب أن أشجع وأثني على من حولي، هم يحبونني ولكن إذا بدأت في الحديث مع أحد أرتبك وأخجل، ولا أستطيع النظر سواء كان كبيرا أو صغيرا.

أيضا إذا تكلمت مع شخص صديق أو قريب يشتد تركيزي عليه وتذهب الأفكار والردود التي حضرتها، وإذا تكلمت كلامي يكون تقليديا ومعتادا، وفي بعض المواقف يصيبني ارتباك وقلق، أحيانا تأتيني خيالات أو وساوس غريبة، وأحيانا أتردد في اتخاذ القرارات.

علما أنني شخص كتوم نوعا ما، أحب الإنصات أكثر، متسرع قليلا، تفكيري عميق جدا، وأحب التأمل، وشخصيتي جدية، أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، رسالتك واضحة جداً وأنت كما تفضلت رجل فيك حياء والحياء شطر من الإيمان، وربما يكون فيك أيضاً نوع من الرهبة أو الخوف الاجتماعي البسيط، وهذا الذي لديك شعور بضعف الكفاءة النفسية في مواجهة الآخرين.

أيضاً ذكرت شيئا مهما جداً، وهو الجانب الوسواسي لديك، ترددك في اتخاذ القرارات سببه الوسوسة، فالوسوسة تؤدي إلى تردد في اتخاذ القرارات، اشتداد تركيزك على أن تتحدث معه كصديق أو قريب مثلاً، هذا أيضاً نمط وسواسي، وهذا يجعلك تراقب نفسك وأداءك أمام الآخرين بصورة مكثفة وشديدة، مما يؤدي إلى ظهور علة افتقاد الكفاءة الاجتماعية، ويوجد صعوبات تظهر في شكل خوف ورهاب وخجل، وهذه كلها ظواهر وأنت غير مريض، وأنا سوف أرشدك لخطوات عملية جداً تساعدك كثيراً إن طبقتها:

أولاً: اجعل ثقتك في نفسك قوية حين تخاطب الآخرين، واعلم أن هنالك ثلاث أسس رئيسية للتخاطب:
أولها: مراقبة تعابير الوجه لديك.
والثانية: هي اللغة الجسدية.
والثالثة: هي نبرة الصوت.

حين تتكلم مع الناس انظر إلى وجوههم قدر المستطاع، واعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، هذا يحتاج منك للتدريب، فدرب نفسك على ذلك، نبرة الصوت لابد أن تكون معتدلة، ودائماً أن يبدأ الإنسان بالأشياء الطيبة والجميلة والمبشرة، أن تحيي الناس بتحية الإسلام، وأن يكون سلامك سلاماً طيبا، حين تلقاهم تكون هاشاً باشاً، هذا يجعل الكلام ينساب بصورة ممتازة، ويكون تبادل الأفكار سهلا، لأن الشخص الذي تحييه بصورة جميلة في بداية اللقاء سوف يأخذ عنك انطباعا إيجابياً، وهذا سوف يظهر عليه من تعابير وجهه، ونبرة صوته، ولغة جسده، وهذا ينعكس عليك إيجابيا، إذاً هذه مهمة ولغة الجسد مهمة.

إذا كنت من الذين يحبون أن تؤشر بيدك حين تخاطب شخصا ما هذا أمر جيد، ولكن لا تستعمل يدا واحدة، دائماً حركة اليدين مع بعضهما البعض أكثر تأدباً وهي جيدة، وتساعد الإنسان لأن يطور مهاراته الاجتماعية.

ثانيا: هو أن تقوم بالواجبات الاجتماعية، أن تذهب وتشارك الناس في أفراحهم، أن تزور المرضى، أن تمشي في الجنائز، أن تقدم واجبات العزاء، أن تحضر الأعراس، العوازم، أن تجلس مع أصدقائك في المسجد بعد الصلاة مثلاً لفترة، في بعض الأحيان الذهاب إلى المطاعم المتنزهات، زيارة الأرحام والتواصل معهم، ويا حبذا لو انخرطت في أي عمل اجتماعي أو ثقافي جماعي هذا يفيدك كثيراً، وممارسة الرياضة الجماعية وجدناها ممتازة وفاعلة وتساعد الناس كثيراً.

ثالثا: بقيت نقطة بسيطة، ربما تحتاج إلى جرعة بسيطة من دواء بسيط، هنالك عقار يسمى زيروكسات سي أر يمكن أن تتناوله بجرعة 12.5 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر ثم اجعل الجرعة 12.5 مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناوله، دواء ممتاز جداً لعلاج الخوف والوسوسة، والرهاب الاجتماعي، وهو سليم، والجرعة التي وصفناها لك صغيرة جداً، بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول محمود جاب الله

    اشكر ولطالما نستفيد منكم دكتور محمد عبد العليم وبارك الله فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات