الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ستدور علي الدنيا لأنني ظلمت شخصا في السابق؟

السؤال

السلام عليكم .

أنا فتاة كسرت قلب شخص دون قصد، فقبل سنتين تعرفت على شاب، وبعد علاقتنا بأسبوع لم أعد أطيقه، ولا أريد التقرب منه، لا أعلم لماذا؟ لكن قلبي لم يعد يرغب به، ولا أريده بأي شكل.

اكتشف أهلي أنني على علاقة به، وبعدها أخبر الجميع أنني أنا التي تكلمت معه في البداية، بقيت على علاقة معه أقل من أسبوعين بعدها تركته.

إلى هذا اليوم الشاب يريد أن يرجع لي، ويريد أن يتقدم لي، لكنني لا أريده، ولم أعد أحبه، وأشعر أنني كسرت قلبه.

أخاف أن تدور بي الدنيا ويكسر قلبي بالطريقة ذاتها، مع العلم أنني تبت إلى الله واستغفرته -سبحانه- وندمت على كل شيء.

سؤالي هو: هل ستدور بي الدنيا ويكسر قلبي بالطريقة التي كسرت بها قلبه، هل إذا تبت واستغفرت كثيرا سيسامحني الله؟

أرجو الرد على سؤالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الكريمة-، ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يصلح حالك، والجواب على ما ذكرت:

- بداية ينبغي أن تعلمي أن التواصل والعلاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج، علاقة محرمة شرعا، وهي عادة دخلية على المجتمعات المسلمة، ولهذا ينبغي الحذر من هذا مستقبلا، لأن تواصل الفتاة مع شاب أجنبي عنها، فيه محاذير كثيرة، ويخشى الوقوع فيما حرم الله من نظر بعضكم لبعض أو الملامسة أو الخلوة أو الكلمات الغزلية التي لا تكون إلا بين الزوجين.

- وأما قطع العلاقة بهذا الشاب، فهذا أمر كان هو الواجب أن يكون، وليس في قطعك له أي إثم ولا يلزمك التوبة؛ بل ما حصل من تركك له إنما هو طاعة لله، فاحتسبي الأجر عند الله، وهكذا ينبغي أن تفعلي مع أي شاب آخر غيره إن كانت لك معه علاقة، إرضاء لله تعالى، وحفظا لنفسك مما قد يحدث مما حرمه الله، فلا داعي للقلق، فلست ظالمة له، ولن تدور بك الدنيا، ولن تظلمي من أحد بسبب هذا الأمر؛ لأنك وافقتي الشرع والعادات الحسنة التي ينبغي أن تكون عليها المرأة المسلمة.

- وإذا كان هذا الشاب قد تقدم لك للخطبة، فإن عرف عنه الصلاح وحسن الخلق، فأرى أن تقبلي الزواج منه، وأما إذا كان لا يعرف عنه صلاح ولا استقامة في أخلاقه فلك حق الرفض، وسيأتي من هو خير منه -بإذن الله تعالى-.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً