الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بقلق وأنني غريب عن نفسي

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من نوبات هلع وقلق، وتفكير مستمر، وفقدت وظيفتي بسبب الوسواس، وأيضا أحس أنني ليس أنا، وكأنني غريب عن نفسي، وعندما أتذكر الذكريات أسأل: هل من المعقول أنا الذي كنت أعمل هذا الشيء؟ وأيضا لدي تفكير زائد، وأفعل أشياء بدون متعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخي: بالفعل نوبات الهلع والفزع والتي تكون مصحوبة بشيء من الوساوس وكذلك المخاوف تُخلُّ بتركيز الإنسان، وحتى شعوره بذاته، أو يُصاب بما نسميه بالتغرُّب عن الذات.

ما يُطرح عليك من أسئلة ذات طابع غريب وذكريات قلت أنها تسأل: هل من المعقول أنا الذي كنت أعمل هذا الشيء، وأيضًا التفكير الزائد: هذه – أخي – كلها في نطاق الوسواس القلقي.

أولاً: يجب أن تفكّر أنك أنجزت، الحمد لله تعالى أنت رجل مؤهل، تمارس مهنة محترمة، ومن خلالها يمكن أن تُساعد الكثير والكثير من الناس. فأوَّلُ ما أطالبك به هو أن تتطور في عملك، وأن تحبّه، وأن تُساعد الضعفاء. هذه – يا أخي – أسس أساسية جدًّا، لأن الإنسان من خلال أفعاله يستطيع أن يُغيّر مشاعره وكذلك أفكاره.

فأرجو أن تكون مُجيدًا لعملك بغض النظر عن الهلع والفكر الذي يأتيك والقلق والوسواس. هذه من ناحية.

من ناحية أخرى: يجب أن تُحقّر أفكار الهلع، والقلق هذا تستفيد منه للمزيد من الإنتاجية والاستمتاع بالحياة، وحُسن إدارة الوقت، والعبادة، وصلة الرحم، وممارسة الرياضة، وبر الوالدين، والقراءة والاطلاع، و... أشياء كثيرة – يا أخي – يمكن أن نقوم بها في هذه الحياة، لنفجّر طاقاتنا، القلق طاقة مطلوبة ومرغوبة، متى ما وجَّهناها في الاتجاه الصحيح سوف تُساعدنا على الإنتاجية وعلى التميُّز، فاجعل هذا هو مبدأك يا أخي، كذلك الرياضة وجد أنها مفيدة جدًّا، وأنت هذا هو تخصصك وتعرف قيمتها يا أخي.

هذه هي نصائحي لك، ولا بأس أن تتناول أحد الأدوية البسيطة والسليمة التي تُعالج الوسوسة وقلق المخاوف، من أفضل الأدوية العقار الذي يُسمَّى (اسيتالوبرام) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (سيبرالكس)، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

كما ذكرتُ لك السيبرالكس دواء رائع، فاعل، غير إدماني، غير تعودي، فقط ربما يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، كما أنه بالنسبة للمتزوجين عند المعاشرة الزوجية ربما يُؤخِّرُ قليلاً القذف المنوي، لكنه قطعًا لا يخِلُّ بالصحة الذكورية أو الإنجابية عند الرجل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً