الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من السرحان والسهو المتكرر، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

في الآونة الأخيرة أعاني كثيراً من مشكلة السرحان والسهو الدرجة أني أستيقظ لصلاة الفجر فأسهو، وأجد نفسي عدت إلى النوم أي السرحان، وأنا في مكاني.

مثلاً استيقظت في الساعة ٤:٤٧ ولم يؤذن لصلاة الفجر، بعدها جلست فسرحت وفي سرحاني أني أمسكت الهاتف، وفتحت أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وسجلت حسابي، وبدأت أتصفح ولكن بعدها أجد نفسي استيقظت والهاتف بيدي، ودخلت أحد مواقع التواصل لكني لم أسجل بل غفوت، وفي سرحاني رأيت نفسي سجلت، وأعاني كثيرا، لدرجة أن كثرة السرحان تلهيني في الصلاة، وأحياناً أتأخر عن وقتها، وأعاني كثيراً.

أنا أذاكر بكثرة لدرجة أني كلما أرمش بعيني يذهب عقلي، والأغرب لا أسرح وأسهل الأمور تحدث معي بالخيال، في الخيال أرى أشخاصا لا أعرفهم شخصيات غير موجودة، وأتخيل المواقف والأحداث وأحيانا أفكر بنفسي وكيف سأكون في المستقبل وهذا طبيعي، ولكني بدأت أسرح ويشذ ذهني، ويشرد لأحداث ومواقف في خيالي، فمثلاً أرى نفسي شخصية في مسلسل كرتوني، وأعيش أحداثه أو أرى أناساً لا أعرفهم، وأراقب ما يحدث معهم من بعيد، ولم أكن أعاني من أي مشكلة.

كنت ملتزمة بوقت صلاة الفجر وبقية الصلوات لكن السرحان أرهقني، ولا أصحو كالعادة، حتى إن أهلي صاروا يشكون في كثرة سرحاني، والأمر أرهق جفني، أرجوكم كيف أتخلص منه، فقد أتعبني؟!

صرت لا أدرس مثلما كنت من قبل، وصرت أسهو في صلاتي أكثر من العادة، الأمر حدث بعد خروجي من حالة اكتئاب، وكنت كتومة، وكنت بسبب بعض الظروف والمشاكل العائلية والخارجية وتراكم كتماني، وبالأخص البكاء كان سبب دخولي بتلك الحالة، ولكني خرجت منها وتحسنت وحتى لم أحتج لمعالج، ولكن بعد شهر بدأ السهو يأتيني، علماً بأن أهلي ضد الأدوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مليكة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وجزاك الله خيرًا على ثنائك على هذا الموقع.

أنا تدراستُ رسالتك بكل دقة، وأعتقد أن كل الأعراض التي تحدثت عنها بصراحة – من اضطراب في النوم، وعدم التركيز، وافتقاد الرغبة والدافعية، أو ضعفهما – هو ناتج حقيقة من وجود قلق اكتئابي من الدرجة البسيطة جدًّا، وحقيقة مثل هذه الأعراض تكثر في مرحلتك العمرية.

لا أريدك أبدًا أن تشغلي نفسك بالمشاكل والصعوبات الحياتية – أُسريَّةٍ كانت أو غير أُسريّة – الحياة فيها ما هو جميل وطيب، وأيضًا هنالك ما هو سلبي، والإنسان في مثل عمرك لابد أن يكون إيجابيًّا في تفكيره، وفي مشاعره، وفي أفعاله.

ببساطة شديدة جدًّا: إذا نظّمت وقتك، وحرصت على النوم الليلي بانتظام؛ هذا سيكون مفيدًا لك جدًّا، النوم الليلي المبكّر، وتجنّب النوم النهاري، وتجنُّب السهر، أراه سيكونُ بالنسبة لك شيئًا طيبًا وجميلاً، لأن النوم الليلي المبكّر يؤدي إلى استقرار كامل في خلايا الدماغ وفي كيمياء الدماغ، تنشط الموصِّلات العصبية الدماغية، ويكون لها فعالية إيجابية جدًّا، وهذا ينتج عنه أنك سوف تستيقظين مبكّرًا لصلاة الفجر وأدائها في وقتها، وأنت نشطة، ومُقدمة على اليوم بكل تفاؤل، وفي ذات الوقت سوف تحسّين بحيوية وإيجابية في المشاعر. هذا أمرٌ مجرب.

حاولي أن تستفيدي من فترة الصباح، خاصة لمذاكرة المواد الدراسية، البكور فيه خير كثير جدًّا، وكما ذكرنا حين يستيقظ الإنسان مبكّرًا بعد نوم طيب وجميل ومريح يكونُ الاستيعاب في أفضل حالاته.

إذًا صلاة الفجر في وقتها، هذا أعظم ما يفتتح به الإنسان يومه، ثم بعد ذلك قومي بالاستحمام، اشربي كوبًا من الشاي، وادرسي لمدة نصف ساعة إلى ساعة، وبعد ذلك اذهبي إلى المدرسة، سوف تجدي أن يومك كلُّه أصبح إيجابيًّا، لأن البداية كانت إيجابية.

لا تفكّري في القلق والتوتر، ولا تفكّري في الظواهر التي تحدثت عنها. أنت ذكرت أن هنالك خيال وخيال، وترين أشخاصًا لا تعرفينهم أو شيء من هذا القبيل، هذا كله شبه هلاوس كاذبة، تحدثُ للإنسان حين يكون قلقًا أو متوترًا أو مُجهدًا نفسيًّا أو مُجهدًا جسديًّا.

أمرٌ آخر أريدك أن تلجئي له، وهو: أن تمارسي تمارين الاسترخاء بكثافة، تمارين الشهيق والزفير، وحبس الهواء في الصدر، هذه تمارين ممتازة، وتُطبّق تدريجيًّا، يُضاف إليها تمارين الاسترخاء العضلي، من خلال قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها. إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فيمكنك الاستعانة بهذه الاستشارة وتطبيق ما ورد فيها، وتوجد أيضًا برامج على الإنترنت توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

كجزء من إدراتك لوقتك حاولي أن تُخصّصي أوقاتًا للترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل ومباح، وحاولي أن تتفاعلي مع الأسرة إيجابيًّا ومع صديقاتك.

هذا هو الذي تحتاجينه وليس أكثر من ذلك. أنت بالفعل لست في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً