الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما جزاء الصبر على عصبية الزوج وسوء معاملته؟

السؤال

ماذا أفعل في عصبية زوجي وأخلاقه الصعبة جداً، ومعاملته السيئة معي، رغم أنه يصلي، ولكنه لا يعاملني بما يرضي الله، ودائم التسخط فلا يعجبه شيء، مع أنني أعامله بما يرضي الله.

هل هذا ابتلاء من الله، وهل صبري عليه سأنال عليه جزاء عند الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان إذا تذكر لذة الثواب نسي ما يجد من الآلام والأحزان، وقد وعد الله الصابرين بالجنة والرضوان، واعلمي أنك ما قابلت من يسيء بمثل الإحسان، ونسأل الله أن يزيدك تقوى وإيماناً، ومرحباً بك في موقعك مع الآباء والإخوان.

وهذه قصة رجل تزوج بامرأة فلما دخل عليها قال لها: إنني سيئ الخلق، فقالت له: أسوأ منك من يلجئك إلى سوء الخلق، فعاشت معه في أسعد حياة، وتلك خطة وذكاء، فإن من يعاشر سيئ الخلق عليه أن يتفادى ما يثير غضبه، وفي ذلك قطع للداء من أصله وعلاج للعطب.

وأرجو أن تواصلي مقابلة إساءته بالإحسان، واصبري عليه طاعةً للرحمن، ومرحباً بك في موقعك مع آباء وإخوان يتمنون لك السعادة والاطمئنان، ويعلنون فخرهم وإعجابهم بالصابرات العاقلات من النسوان.

ونحن نتمنى أن تزدادي صبراً عليه واهتماماً به، فإن ذلك سوف يؤثر عليه ويرده إلى صوابه، وكم تمنينا أن يهتم أهل الصلاة والخير بالتأسي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان ضحاكاً بساماً يحتمل من أهله، ويدخل السرور عليهم، وقال -عليه صلاة الله وسلامه- (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).

وهل على وجه الأرض من هو أولى بحسن المعاملة ممن أسلمت نفسها لزوجها وحبست نفسها على راحته؟

وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنساء خيراً، بل وكرر الوصية بذلك مراراً، وأشار إلى أنهن عوان (أسيرات)، ونبه إلى ضعفهن وحاجتهن إلى اللطف وشبههن بالقوارير.

ونحن إذ نشكر لك هذا الصبر ندعوك لاحتساب الأجر عند الله، وأبشري بذرية من البررة الذين نسأل الله أن يسعدك بوجودهم، وأن يعوضك على صبرك وتضحيتك، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، ونوصيك بكثرة الدعاء لنفسك وله، فإنه لا يهدي لأحسن الأخلاق إلا هو سبحانه، وقد وعدنا بالإجابة، فهل نرفع أكف الضراعة ونكثر من هذه العبادة (عبادة الدعاء)، ولن نحمل هم الإجابة لأن الله تكفل بها.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فرنسا حواه

    الصبر مفتاح الفرج

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً