الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع الزوج الأناني

السؤال

السلام عليكم

أرجو من سعادتكم إعطائي إرشادات عن كيفية التعامل مع الشخص الأناني وكيفية تخليصه من هذه الآفة؟

علماً بأنني صبرت عليه كثيراً لمدة 4 سنوات، وحاولت نصحه كثيراً بالكلمة اللينة واختيار الأوقات المناسبة لكن دون جدوى، أرجو المساعدة وإخباري عن خطوات عملية وطبية لأعملها فورا.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبجانب الإجابة -بالطبع- من الإخوة المشايخ يمكن إضافة الآتي:

أولاً: أيتها الأخت المباركة، الحكم على شخص بأنه أناني لابد أن نأخذه بحذر شديد، نحن نثق بالطبع في محتوى رسالتك، ولكننا كمحترفين ومعالجين لابد أن نراعي الأحقية أو الدقة في أن يوصف أو ينعت شخص بأي نعتٍ من قبل شخص آخر، حيث إن أحكام الناس في بعض المرات قد لا تكون دقيقة، أو قد تكون توقعات الطرف الآخرى مخالفة، أو هي من صميم حكمه الشخصي، أو الشيء الذي يريده.

هنالك أربع سبل نحكم فيها على التشخيص الصحيح لسمات الشخصية:

الآلية الأولى: هي أن نستمع للشخص ونقوم بتقييمه.

الآلية الثانية: هي أن نسمع من الذين يعيشون حوله، أو الذين على اتصالٍ دائم به.

الآلية الثالثة: وهي مهمة أيضاً هي ما يراه الشخص عن نفسه، نحن نقوم بأن نستفسر من الشخص أن يخبرنا عن نفسه بكل تجرد.

والطريقة الرابعة: هي اختبارات الشخصية، وهي اختبارات دقيقة جداً.

هذه الآليات الأربع أيتها الأخت الفاضلة تعطي حقيقةً التصور المهني الصحيح عن شخصٍ ما، وإذا أخذنا ما ذكرتيه مع تحفظنا بالطبع، وأرجو أن لا يكون ذلك مصدر إزعاج أو غصب بالنسبة لك، إذا وصفنا هذا الشخص بالأنانية بالطبع ما دام هو زوج لابد من القبول به، وأنت ذكرت أنك الحمد لله قد أتيت بالكلمة اللينة، واختيار الأوقات المناسبة، وخلافه.

وسيلة العلاج هي الحوار، وهي تذكيره دائماً بفضائل الأخلاق، وبضرورة الإيثار، أنا أعتقد أن التحدث في أمور الإيثار لو ربطناها بمفاهيمنا الإسلامية العظيمة يساعد كثيراً، ولا أقول أنه من الضروري أن تكون هذه لغة الحوار بصفة يومية، لا، ولكن حين يكون في مزاج طيب وهكذا، أنا أعتقد أن ذلك يساعد كثيراً، وحين أدعو إنساناً ما للتخلي عن سمة، لابد أنا أيضاً أن أتخلى عن سمات، فإذا أخذت من أي إنسان شيئاً لابد أن أعطيه شيئا، يمكن أن تضربي أمثلة بنفسك، تقولي: أنا كنت على سبيل المثال أحب أشياء معينة، ولكنني الآن وددت أن أتنازل عنها لسببٍ ما، وذلك إن شاء الله يجعل هنالك نوعا من الاستشعار الداخلي الذي يحيي غريزة الإيثار في الإنسان.

هذه الأمور، الإيثار، الأنانية، حب الذات، لا نعتقد أنها أمور جبلية خلقت مع الإنسان، هي في معظمها مكتسبة، والشيء المكتسب يمكن أن يفقد.

بالطبع هذا الأخ سوف يستفيد كثيراً من المشاركة في الأعمال الخيرية، سوف يستفيد كثيراً من الصحبة الخيرة، هذه آليات ضرورية جداً، أنا أعتقد أن الأمر لا يتخطى ذلك.

لا نستطيع أن نبني شخصية جديدة بين ليلة وضحاها، لابد أن يكون هنالك نوع من الصبر، ولابد أن يكون أيضاً هنالك نوع من التنازل من جانبك.

الذي أراه: أرجو أن تقبلي زوجك بوضعه الحالي، مع المحاولة على التغيير، هذا الأمر يأتي إن شاء الله بالتدرج، وكما ذكرت لك بالطبع إذا كان الأمر مُجمعا عليه من جانب الآخرين أن هذا الشخص معروف بأنانيته، ومعروف بحبه لذاته، في هذه الحالة ربما يكون التقدم لمعالج نفسي أو متخصص في علم النفس الاجتماعي، هنا ربما تتم نوع من الجلسات النفسية، لابد أن تشاركي فيها؛ لأن واحدا من مناهجنا الأساسية، نحن دائماً لا نحاول أن نثقل على الإنسان بأن نسميه مريضاً، نجعل المسئولية مشتركة مع تركيزنا على الشخص الذي نرى أنه في حاجة للمساعدة أكثر، كما أننا نستفيد دائماً من الأشخاص الذين حول الشخص، نستفيد منهم بأن يكونوا مساعدين في أمر العلاج، أو مساعدين بالنسبة للمعالج.

أنا حقيقةً أرى أن الأنانية تعالج من تعليمات ديننا الحنيف، الإيثار، عدم حب الذات، التضحيات، هذه -إن شاء الله- هي من مكارم الأخلاق التي يتعلمها الإنسان من خلال الدين، فأرجو أن تركزي على هذا الأمر، وأرجو أن تكوني صبورة كما ذكرت على أمر الزواج، وأرجو أيضاً أن تنظري إلى السمات الإيجابية في زوجك، أرجو أن لا تشكل هذه السمة وهي الأنانية نوعاً من السحابة أو الغشاوة على تفكيرك، وتنسين كل ما هو إيجابي فيه.
هنالك لابد أن تكون لديه صفات حميدة، حاولي أن تساعديه وتشجيعه على تنمية هذه السمات الحميدة، حين تقوي السمات الحميدة سوف إن شاء الله تضعف أيضاً من هذه السمة الغير طيبة.
هذا هو الذي أراه.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا نسيبة

    مشكوووووورة وتسلمي كتيييييير ع النصيحة

  • مصر لمياء

    السلام عليكم جميل جدا النصايح دي لو لشخص عادي بس الاناني ماعندوش اي روح مشاركه ومش بيتعاطف مع حد غير نفسه وعلاطول انا عيز انا تعبان انا حران انا وبس مافيش غيره ولا ينفع معاه قال الله ولاقال الرسول من تجربتي المريره مع الزوج الاناني احسن حاجه ما تحوليش تقوميه لانه هيقاوم بشده وهيتعبك ويرهقك بانانيته ربي الاولاد خليكي معاهم وعلميهم الحب والمشاركه وهم دول ان شاء الله سندك واشغلي نفسك ووقتك وربنا يوفقك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً