الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سؤال الناس وهل يعطى كل من يمد يده بالسؤال

السؤال

أثناء السير فى الطريق أجد من يمد يده لي ليأخذ مني نقود، منهم يريد للعلاج ومنهم يريد للحاجة. ويكون أكثر من شخص، وأجد أشخاصا يمدون أيديهم وهم في صحة وشباب. أليس العمل أفضل لهم من هذا؟ وأجد منهم كبارا فى السن. طيب بالنسبة لكبار السن الذين لا يملكون قوت يومهم ومرضى. ما الواجب عليهم أليس الافضل لهم الدعاء فقط ولا يمدوا أيديهم لأي شخص؟ ألم يحسوا بإحراج؟ وهل سيظلون على هذا الوضع؟ ما المفروض عليهم عمله؟ وهل الواجب علي أن أعطي كل من يمد يده لي؟ وهل لو لم أعط لهم ودعا أحد منهم علي لانى لم أعط له نقودا. هل الدعوة ستكون مستجابة؟ وهل أكتفى فقط بدفع الزكاه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجب عليك إعطاء كل من يسألك المال، وإذا امتنعت من إعطاء بعضهم فدعا عليك فهو معتد بدعائه فلا يضرك –إن شاء الله - ، و ينبغي لك ألا تعطي لمن تظنين أنه غير محتاج، وانظري في ذلك الفتوى رقم : 108996.

واعلمي أن السؤال لا يجوز إلا لمن به حاجة ليسد حاجته، كما بينا ذلك في الفتوى رقم : 57511.

أمّا من به حاجة فله السؤال ولا حرج عليه في ذلك ولا يلزمه الاقتصار على الدعاء، بل يجب عليه السؤال إذا لم يجد ما يسد رمقه.

قال الخادمي : ( وَتَرْكُ السُّؤَالِ لِلْعَاجِزِ ) عَنْ الْكَسْبِ ( عِنْدَ الْمَخْمَصَةِ ) ( فَإِنَّهُ ) أَيْ السُّؤَالَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ ( فَرْضٌ ) عَلَيْهِ لِأَنَّهُ آخِرُ الْكَسْبِ. بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية.

و أما قولك هل أكتفي فقط بدفع الزكاة، فلا حرج عليك في الاقتصار على إخراج الزكاة الواجبة، لكن لا يخفى أنّ صدقة التطوع لها من الفضل والأثر الكبير في تزكية النفس وإصلاح القلب وتكفير الذنوب، ما يقتضي الحرص عليها و إخلاص النية فيها، وانظري الفتوى رقم: 75866.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني