السؤال
ما الواجب على الزوج فعله في حال رؤيته لزوجته مع رجل آخر في حفل أو مناسبة، علما بأن الزوجة ذهبت للمناسبة مع أولادها، وبعد فترة من الزمن أتت الزوجة بجوال، وعند سؤالها من قبل الزوج عن الجوال أخبرته بان الجوال لصديقتها، وتريد بيعه ولكن الزوج دخل فيه شك من الجوال، ولمعرفته التامة بالحاسب الآلي أخرج كل معلومات الجوال والصور، وعند رؤية الزوج للصور والتحقيق مع زوجته اتضح حسب كلامها وحلفائها على المصحف بأن المناسبة كانت لواحدة من الصديقات وكانت مناسبة عادية، وكان من الموجودات بعض من البنات من الجنسية المغربية، وأنهم أرادو الإطاحة بزوجها وأولادها بعمل سحر للزوج، وفوجئت الزوجة بدخول ثلاثة شباب ولم تعلم بأنهم كانوا يأخذون صورا لها، ولكن الرجل الذي كان مع الزوجة لم يعمل شيئا سوى التصور معها، وكان هذا الجوال للرجل الذي كان مع الزوجة، وبعد ما علم أن المرأة التي معه متزوجة وأطفالها هم الذين في الخارج، بلغ أخته بالموضوع واتصلت الأخت بالزوجة ومناقشة الموضوع، وطلبت الزوجة الجوال الذي كان فيه الصور. علما بأن الزوج في حالة نفسية سيئة، والزوج يحب زوجته كثيرا، والأطفال لم يكملوا سن الرشد. فما هو الحل الشافي أثابكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما قامت به الزوجة من مخالطة هذا الرجل الأجنبي عمل محرم وهو باب كبير من أبواب الفتنة والشر كما بيناه في الفتوى رقم: 125751.
فالواجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى وتستغفره مما حدث منها، وأن تعزم على عدم العود لذلك مرة أخرى.
أما بخصوص الزوج فإنا ننصحه بأمرين:
الأول: أن يقبل من زوجته عذرها ويقيل عثرتها بعد أن يبين لها خطأها ويأخذ منها الوعود أن تتوب
إلى الله سبحانه ولا تعود لمثل هذا الفعل مرة أخرى .
الثاني: أن يحسن قيامه على زوجته بالرعاية والحفظ فإن الرجل قوام على زوجته كما قال سبحانه: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء:34}
قال السعدي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك. تفسير السعدي
وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم:6}
قال القرطبي رحمه الله: فعلى الرجل أن يصلح نفسه بالطاعة ويصلح أهله إصلاح الراعي للرعية ففي صحيح الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم. وعن هذا عبر الحسن في هذه الآية بقوله: يأمرهم وينهاهم. انتهى
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم. الحديث رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.