السؤال
دائما عندي أفكار في الموت وماذا سيحدث في القبر وكيف سيكون القبر، فمثلا أقول إنني عندما أموت فستبقى روحي تحت التراب حتى لو عملت صالحا، حتى إنني بدأت أفكر في أفكار بالدين، فمثلا ستبقى الروح تحت التراب ولن أبعث، ووالله بدأت أفكر في الإسلام، فمثلا لا يوجد إسلام، بدأت أشك في القرآن، ولكن أبعد هذه الأفكار عني، فماذا أفعل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك بالإعراض عن هذه الافكار واترك الاسترسال مع الشيطان فيها وعليك البعد عن تعريض النفس للشبهات حتى تتأهل لدفعها برسوخ العلم وقوة الإيمان واحذر كثرة الجلوس وحدك واحمل نفسك على تعلم الشرع والتفقه في الدين والعمل به ومصاحبة أهل الخير والتعاون معهم على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر، واعلم أن روح المؤمن لا تبقى على الأرض، بل قد دلت الأحاديث على أن صالحي المؤمنين تتمتع أرواحهم بما في الجنة من النعيم، لكن نعيمهم فيها في البرزخ ليس كنعيمهم فيها بعد البعث والنشور، ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {آل عمران:169} قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك؟ فقال: أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا.
فهذا الحديث في الشهداء خاصة، وأما عن عامة المومنين: فقد روى أحمد في مسنده عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يُرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه. وصححه الأرناؤوط.
قال ابن كثير في تفسيره عن هذا الحديث: فيه البشارة لكل مؤمن، بأن روحه تكون في الجنة تسرح أيضاً فيها وتأكل من ثمارها، وترى ما فيها من النضرة والسرور، وتشاهد ما أعده الله لها من الكرامة. انتهى.
والله أعلم.