الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز لأحد الزوجين تعيير الآخر بذنوب قد تاب منها

السؤال

بارك الله فيكم على هذا المنتدى ‏الأكثر من الرائع. ‏
مررت بمراهقة صعبة جدا، فعلت ‏أشياء أستحي حتى من التفكير ‏فيها، 8 سنوات وأنا في المعصية ‏واللهو. تزوجت بمن كنت معه أيام ‏المعصية، رزقت بطفلين، وفجأة ‏تغيرت حياتي، والتزمت، وندمت ‏على أي ثانية مرت دون أن أكون ‏قريبة من الله، أبكي دما على ما فعلت ‏سابقا، وأطلب من الله أن يكون قد ‏غفر لي. ‏
المهم أنني التزمت بحجابي الشرعي ‏وكم أود لبس النقاب، لكن زوجي ‏يرفض. وبدأت بحفظ القرآن، والحمد ‏لله حفظت إلى الآن 10 أحزاب وما ‏زلت مستمرة، ادعوا لي بختمه إن ‏شاء الله. ‏
مشكلتي أني كلما حدثت مشكلة بيني ‏وبين زوجي، يعيرني بالماضي ‏الأسود، وكم أتألم لأنني أكره أن ‏أتذكر شيئا منه، أو أن يذكرني به أحد ‏وخصوصا أقرب الناس إلي. وأبكي ‏حتى أشعر أنني سوف أفقد الوعي. ‏أتمنى لو أذهب إلى مكان لا يعرفني ‏فيه أحد، لكنني لا أقدر بوجود ‏أولادي. ‏
زوجي غير ملتزم، مازال على حاله ‏وأكثر، حتى إنني أفكر في الطلاق، ‏لكني لا أقدر من أجل أولادي, ليس ‏لي صحبة صالحة، المكان الوحيد ‏الذي أرتاح فيه هو دار القرآن. ‏
أخاف على أولادي أن يعرفوا ما ‏كنت أفعل.‏
مثلا آخر مرة دخل في 6 صباحا ‏وهو في حالة سكر، وعندما نصحته ‏قال لي: احمدي الله أنني رضيت ‏بالزواج بك وكنت تفعلين كذا وكذا. ‏جرحني كثيرا، وخصوصا أنه يعلم ‏أنني تبت وندمت أشد الندم, كرهته، ‏وكرهت النظر في وجهه. أريد أن ‏أهجره بدون رجعة، لكنني خائفة ‏على أولادي. ‏
ماذا أفعل أنا في حيرة من أمري حتى ‏أنني أصبحت أسامح في حقي، ولا ‏أتكلم مع زوجي حتى لا أسمع ما لا ‏يعجبني.‏
أعتذر عن عدم ترتيب أفكاري وبارك ‏الله فيكم.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لزوجك أن يعيرك بما وقعت فيه من الذنوب وقد تبت منها، فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. فاحمدي الله على توفيقه لك، وإعانتك على التوبة، وهدايتك إلى طريق الخير والرشاد، واجتهدي في السعي في استصلاح زوجك وإعانته على التوبة والرجوع إلى الله، ويمكنك الاستعانة ببعض الأقارب أو غيرهم من أهل الدين والمروءة، فإن لم يفد ذلك فلتوازني بين ضرر الطلاق، وضرر بقائك معه على تلك الحال، وتختاري ما فيه أخف الضررين؛ وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني