السؤال
استفتيتكم البارحة بشأن عملية تجميل لأنفي البارز بشكل واضح عند العظمة، حيث وقعت في صغري عدة مرات على أنفي، وخرج منه الدم، وبعد هذا ظهر بروز خفيف فيه وازداد مع تقدم العمر، إلا أنني لست متأكدة إن كان العيب مكتسبا أم خلقيا؟ فأردت أن أعيد السؤال لأنني ذكرت أن شكل أنفي يسبب لي ألما نفسيا وعزلة، وعندما جلست مع نفسي وجدت أن العزلة بسبب مشكلة أخرى لا علاقة لها بأنفي، حيث إنه قد يكون عاملا لكنه ليس السبب الرئيسي فيها، والعبارة الصحيحة لوصف ما يسببه أنفي هي الأسى النفسي، قرأت الفتاوى المتعلقة بعمليات التجميل بشكل عام، لكنني لم أعلم من أي فئة أنا؟ وذلك لأنني غير متأكدة إن كان العيب مكتسبا أم خلقيا؟ ولكن على فرض أن العيب خلقي غير مكتسب، ولكنه ملفت للنظر ويسبب لي الأسى النفسي، فما هو الحكم الشرعي؟ أرجو الإجابة بالحرمة أو الإباحة، لأنني ـ إن شاء الله ـ لا أريد ارتكاب ما هو محرم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نستطيع أن نقطع بالحل، أو الحرمة في خاصة حالتك، لأن ذلك ينبني على درجة تغير الأنف عن الشكل الطبيعي، فإن بلغ حد التشويه المشين بخروجه البالغ عن المعتاد، فلا حرج ـ إن شاء الله ـ في إجراء عملية ترده إلى حد الاعتدال، لا طلباً للحسن والجمال، وأما إن كان ذلك لا يبلغ حد التشويه، ولا يخرج عن المألوف: فلا يجوز إجراء مثل هذه العملية، وراجعي في ذلك الفتويين رقم: 117029، ورقم: 122224.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 181443، 177427، 195151.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: التجميل نوعان:
النوع الأول: إزالة عيب.
والنوع الثاني: زيادة تحسين.
أما الأول: فجائز إزالة العيب، فلو كان الإنسان أنفه مائل فيجوز أن يقوم بعملية لتعديله، لأن هذا إزالة عيب الأنف ليس طبيعياً، بل هو مائل فيريد أن يعدله، كذلك رجل أحول، الحول عيب بلا شك، لو أراد الإنسان أن يعمل عملية لتعديل العيب، فيجوز، ولا مانع، لأن هذا إزالة عيب... كذلك لو أن الشفة انشرمت، فيجوز أن نصل بعضها ببعض، لأن هذا إزالة عيب.
أما النوع الثاني: فهو زيادة تحسين، هذا هو الذي لا يجوز، ولهذا لعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المتفلجات للحسن... اهـ.
وننبه هنا على أن الأصل هو حرمة مثل هذه العملية، فإذا حصل تردد في بلوغ حالة السائلة إلى الحد المبيح لها فعندئذ نبقى على الأصل.
والله أعلم.