الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    2 - كتاب القدر

                                                                                                                                                                    1 - باب إثبات القدر والإيمان به والنهي عن الكلام فيه وغير ذلك

                                                                                                                                                                    [ 186 / 1 ] قال أبو داود الطيالسي: ثنا سهل بن سليمان، عن سعيد بن سنان، عن ابن الديلمي قال: أتيت زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أن الله عذب أهل سمواته وأهل أرضه، عذبهم غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو كان لك مثل أحد ذهبا فأنفقته في سبيل الله ما تقبل منك حتى تؤمن بالقدر كله خيره وشره، وإن مت على غير هذا دخلت النار" .

                                                                                                                                                                    قال أبو داود: والناس يروونه عن سعيد بن سنان، عن وهب بن خالد، عن ابن الديلمي.

                                                                                                                                                                    [ 186 / 2 ] رواه مسدد: عن يحيى، عن سفيان بن سعيد، حدثني سعيد بن سنان، حدثني وهب بن خالد الحمصي، عن ابن الديلمي قال: "لقيت أبي بن كعب فقلت له: إنه وقع في نفسي شيء من هذا القدر! فحدثني بشيء لعله يذهب من قلبي، قال: "إن الله - تعالى - لو عذب أهل سمواته ... " فذكره إلى قوله: "حتى يؤمن بالقدر" ، وزاد: "وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير ذلك أدخلت النار. قال: فلقيت حذيفة فحدثني بمثل ذاك، ولقيت ابن مسعود فحدثني بمثل ذلك، ولقيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك.

                                                                                                                                                                    [ 186 / 3 ] قال: وثنا معاذ، ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان بن سعيد بنحوه. [ ص: 166 ]

                                                                                                                                                                    [ 186 / 4 ] ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا إسحاق بن سليمان أبو يحيى الرازي، عن أبي سنان، عن وهب بن خالد الحميري ... فذكر جميع ما رواه الطيالسي ومسدد.

                                                                                                                                                                    قلت: ورواه أبو داود وابن ماجه في سننهما من طريق ابن الديلمي - واسمه عبد الله بن فيروز - عن زيد بن ثابت مرفوعا، وأبي بن كعب وحذيفة موقوفا، وليس عندهم: "كله خيره وشره " .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية