[ 2566 ] وعن رضي الله عنه قال: زيد بن حارثة مكة وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب وقد ذبحنا له شاة فأنضجناها. قال: فلقيه زيد بن عمرو بن نفيل فحيا كل واحد منا صاحبه بتحية الجاهلية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا زيد، ما لي أرى قومك قد شنفوا لك! قال: والله يا محمد إن ذلك لغير نائلة لي منهم، ولكن خرجت أبتغي هذا الدين، فخرجت حتى أقدم على أحبار فدك، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به. قال: فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي، فخرجت أقدم على أحبار الشام، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به، فقلت: ما هذا [ ص: 207 ] بالدين الذي أبتغي. فقال شيخ منهم: إنك لتسأل عن دين ما نعلم أن أحدا يعبد الله به إلا شيخا بالحرة. قال: فخرجت حتى أقدم عليه، فلما رآني قال: ممن أنت؟ قلت: أنا من أهل بيت الله، من أهل الشوك والقرظ. فقال: إن الدين الذي تطلب قد ظهر ببلادك، قد بعث نبي، قد طلع نجمه، وجميع من رأيتهم في ضلال. فلم أحس بشيء بعده يا محمد. قال: وقدم إليه السفرة. فقال: ما هذا يا محمد؟ قال: شاة ذبحناها لنصب من الأنصاب. قال: فقال: ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه. قال: وتفرقنا. قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البيت فطاف به وأنا معه زيد بن حارثة. وبالصفا والمروة. قال: وكان بالصفا والمروة صنمان من نحاس أحدهما يقال له إساف، والآخر يقال له نائلة، وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تمسحهما؛ فإنهما رجس. فقلت في نفسي: لأمسحنهما حتى أنظر ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم فمسحتهما. فقال: يا زيد ألم تنه؟! قال: ومات زيد بن عمرو، وأنزل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: إنه يبعث أمة وحده". "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حارا من أيام
رواه أبو يعلى الموصلي مختصرا وأحمد بن حنبل في الكبرى بسند رجاله ثقات. والنسائي