[ 2603 ] وعن قال: قلت أبي الطفيل - رضي الله عنهما - : لابن عباس قريشا قالت: دعوا محمدا وأصحابه حتى يموتوا موت النغف، فلما صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يجيئوا من العام المقبل فيقيموا بمكة ثلاثة فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والمشركون من قبل قعيقعان قال لأصحابه: ارملوا، وليس بسنة. قلت: يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنة. قال: صدقوا إن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لما أري المناسك عرض له شيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم - عليه السلام - ثم انطلق به جبريل - عليه السلام - حتى أتى به منى، فقال: مناخ الناس هذا. ثم انتهى إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب إلى جمرة الوسطى، فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم أتى جمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم أتى به جمعا فقال: هذا المشعر الحرام. ثم أتى به عرفة فقال: هذه عرفة. قال أتدري لما سميت عرفة؟ قال: لا. قال: لأن ابن عباس: جبريل - عليه السلام - قال له: أعرفت. قال أتدري كيف كانت التلبية؟ قلت: وكيف كانت التلبية؟ قال: إن ابن عباس: إبراهيم - عليه السلام - لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج أمرت الجبال فخفضت رؤوسها ورفعت له القرى، فأذن في الناس بالحج". "يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف على بعير بالبيت وأن ذلك سنة. قال: صدقوا وكذبوا. قلت: ما صدقوا وكذبوا؟ قال: صدقوا طاف على بعير وليس بسنة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصرف الناس عنه ولا يدفع، فطاف على بعير كي يسمعوا كلامه ولا تناله أيديهم، قلت: يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رمل بالبيت وأن ذلك سنة. فقال: صدقوا وكذبوا. قلت: ما صدقوا وكذبوا؟ قال: صدقوا قد رمل، وكذبوا ليست [ ص: 222 ] بسنة، إن رواه واللفظ له بسند رجاله ثقات، أبو داود الطيالسي والحميدي ، ورواه وأحمد بن منيع. مسلم مختصرا، وأبو داود مطولا. وسيأتي في آخر علامات النبوة في باب ذكر وأحمد بن حنبل إبراهيم وإسماعيل. [ ص: 223 ]