[ 31 ] وقال ثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة: ثنا معاوية بن عمرو، عن أبو إسحاق، عن الأوزاعي، قال: هارون بن رئاب "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا ففتح لهم، فبعثوا بشيرهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا هو خبره بفتح الله لهم وبعدد من قتل الله منهم، قال،: فتفردت برجل منهم، فلما غشيته لأقتله، قال: إني مسلم. قال: قال: يا رسول الله، إنما قال ذلك متعوذا. قال: فهلا شققت عن قلبه؟! قال: وكيف أعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: فلا لسانه صدقت، ولا قلبه عرفت، إنك لقاتله، اخرج عني فلا تصاحبني. قال: ثم إن الرجل توفي فلفظته الأرض مرتين فألقي في بعض تلك الأودية" فقتلته وقد قال: إني مسلم؟! .
فقال بعض أهل العلم: إن الأرض لتواري من هو أنتن منه، ولكنه موعظة.
هذا إسناد رجاله ثقات، وهو معضل، فإن هارون بن رئاب الأسيدي البصري العابد إنما روى عن التابعين عن الحسن وأشباههما. وابن المسيب والأوزاعي اسمه عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو. اختلط بأخرة، ولم يتبين حال وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده، فاستحق الترك. وله شاهد من حديث معاوية بن عمرو رواه جندب بن سفيان، أبو بكر بن أبي شيبة في مسنديهما بإسناد حسن، وسيأتي بطرقه في كتاب الفتن، في باب ستكون فتن كقطع الليل المظلم. وسيأتي له شواهد في كتاب الجهاد - إن شاء الله تعالى. وأبو يعلى [ ص: 82 ] الموصلي