الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 3929 / 1 ] وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا شبابة، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه "أن [عامرا] مر به وهو يغتسل، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة. قال: فلبط به حتى ما يعقل لشدة الوجع، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 456 ] فتغيظ عليه، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قتلته، علام يقتل أحدكم أخاه، ألا بركت؟! فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: اغسلوه. فاغتسل، فخرج مع الكرب".

                                                                                                                                                                    قال الزهري: إن هذا من العلم يغسل له الذي عانه. قال: يؤتى بقدح من ماء فيدخل يده في القدح فيمضمض ويمجه في القدح ويغسل وجهه في القدح، ثم يصب بيده اليسرى على كفه اليمنى، ثم بكفه اليمنى على كفه اليسرى، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفق يده اليمنى، ثم بيده اليمنى على مرفق اليسرى، ثم يغسل قدمه اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيغسل قدمه اليسرى، ثم يدخل يده اليمنى فيغسل يده اليسرى، ثم يدخل يده اليمنى فيغسل الركبتين، ثم يأخذ داخلة إزاره فيصب على رأسه صبة واحدة ولا يضع القدح حتى يفرغ".

                                                                                                                                                                    [ 3929 / 2 ] رواه ابن حبان في صحيحه: أبنا عمر بن سعيد بن سنان، أبنا أحمد بن أبي بكر، عن مالك، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، أنه سمع أباه يقول: "اغتسل أبي سهل بن حنيف فنزع جبة كانت عليه، وعامر بن ربيعة ينظر إليه - قال: وكان سهل رجلا أبيض حسن الجلد - قال: فقال عامر بن ربيعة: ما رأيت كاليوم ... " فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 3929 / 3 ] قال: وأبنا عبد الصمد بن سعيد بن يعقوب، ثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني، ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، ثنا إسحاق بن يحيى الكلبي، ثنا محمد بن شهاب الزهري، حدثني أبو أمامة ... فذكره.

                                                                                                                                                                    قلت: رواه النسائي في الطب واليوم والليلة من طريق سفيان، عن الزهري به.

                                                                                                                                                                    [ 3929 / 4 ] ورواه ابن ماجه في سننه باختصار فقال: ثنا هشام بن عمار، ثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: "مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة. فما لبث أن [لبط] به، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: أدرك سهلا صريعا. قال: [من] تتهمون به؟ قالوا: عامر بن ربيعة، قال: علام [ ص: 457 ] يقتل أحدكم أخاه، إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة. ثم دعا بماء فأمر عامر أن يتوضأ فيغسل وجهه ويده إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره، وأمره أن يصب عليه".

                                                                                                                                                                    قال سفيان: قال معمر: عن الزهري: "وأمره أن يكفئ الإناء من خلفه" ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ من طريق عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه به.

                                                                                                                                                                    (وقال: صحيح الإسناد).

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث عائشة رواه أبو داود.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية